ما المنفى ؟ وما الغربة؟ أنظر لنفسي في مرآتي ،وأحاول إخراج مفاهيم
امتلأت بها الخواطر والأشعار، وصفتها كثيرًا واعتصرتها من عقول وقلوب الكثيرين، ولا
شيء يعبر عن ما هو حقيقي ، الحقيقة بعيدة كبعد أسمائنا عنا ، كبعد يدينا عن إزاحة
أقنعتنا، الحقيقة التي نظن أننا امتلكناها لكنها تائهة وتبعد هاربة عما يجول
بخواطرنا ، يا حبيبي هل أنت المنفى أم أنك اخترت المنفى ليحل بيننا ويتوسط في عمق
مشاعرنا ؟
هل كنا يومًا غرباء معا في الدنيا ،وشردت في غربتك حتى تقمصتها وحلّت بي
وأصبحت أنا غربتك وبعدك وجفاك لكل ما هو قريب . أي دفء تطلبه من غربتك ؟وما غربتك
إلا وهما وحدودا ويبابا مقفر، وأنا بها لكسر هشاشتك ،لست حلما ورديا انتشلك من قعر
الحياة ،فلا تغرك الأقدار ولا تأمن للصدف فقد يتخيل إليك أنها تندي أيامك ،وتزهر
سنين عمرك، ولكنها تكذب وتهجم كموجة تريد الانتقام من تلك اليابسة التي تفصلها عن
الإمداد في الحياة.
محتارة في هذا الوجه ومعالمه وشواهد الزمن عليه كل تجاعيده تحكي
حكايا مخطوطة بحبر الجنون ، أهو جنون أم حب ؟ أم السحر اقترف بنا جرمه ؟ ليست خطوط
عادية ، ثنيت وطويت صفحات كادت أن تغرق لكنها صاحت بالحياة في رسمة تعابير وجهِ
مرهق حد الألم.
انتظرتك طويلًا لأنتشي من سكرة حبك حتى أنام وأنا اطير محلقة أرأيت
العجب في انتظاري !! هو كذلك عجيب وغريب لا يوصف !هكذا الصراع في الحلم والحب قد
يبدو متعبا لكنه لذيذا ، صدقني في لذته ولوعاته آلاما عذبة. خزنتك بداخلي حتى
اذابتك خمرة حبي وتهت في متاهات عشقي المجنون.و كنت لي مثل الحلم حتى جننت من هذا الحلم،
ولم استطع الاستيقاظ إلا متأخرة على ضوء
يحرق كل دواخلي ويرعشني رعشة الكأس الأولى التي لن تعود يومًا ، فأوائل أشيائنا
تحتكر كل سعادتنا ودهشتنا.
.
.
مقلتيك تحكي ضجرًا مني ، وأنا لم أكمل حكايتي بعد ، حسنا سأختصر ،
اصبر أنا انتهيت ، سأقول بآخر ما احتفظ به وبآخر تعبير أرسمه على وجهي بتجاعيدي
لأنني لن أصحو بعد الآن ، سأنام في عينيك وعلى رائحتك، اسمع أيها العزيز احتفظ بي
في وقت الألم، وفي حرارة دموعك، وفي اهتزازات قلبك بي إن تذكرت جنوني يومًا ،
تذكرني وأنت مغمور في السعادة ،وأنت تشبع كل حواسك بكل لحن وأغنية وكلمة،وتذكرني
في كل خطوة تمشيها كأنك قادما نحوي ، أشعر بي في كل بداية ونهاية ساعة أو يوم أو
اسبوع أو لم هو أبعد من حدود الزمان والمكان. أشعر بداخلك في صوفي مبتهل في حبي، أعجبت من
ترنيماته وخروجه عن خطوط المنتهى.ودنوت منه وصار هو انا ، وطرحنا الغرام في الطريق نفسه.، لذلك لن تنساني ، أنا متأكدة من ذلك ،لأنني كأفكارك وأحلامك خارجة عن الحدود والمعقول.
عزيزي إن سألت عني بعد ذلك تعرف أين أرقد ، أنا في عينيك ، أنا أمامك في لوحة خشبية ملونة ، يحفني السواد من كل جهة وأتأمل النور الخارج من نظراتك لي أيها العزيز ، أستيقظ فأنا ما زلت معلقة انتظرك!!
عزيزي إن سألت عني بعد ذلك تعرف أين أرقد ، أنا في عينيك ، أنا أمامك في لوحة خشبية ملونة ، يحفني السواد من كل جهة وأتأمل النور الخارج من نظراتك لي أيها العزيز ، أستيقظ فأنا ما زلت معلقة انتظرك!!
سأنتهي من هذه الكوابيس وأفتح عيناني سأنتهي من هذا الجنون ، من
سيصدق أن معشوقتي لوحة فنية تنتظرني وتسرد لي حكايات حبنا ، نعم هي كذلك ،المنفى
الهارب إليه ، وهي الغربة التي أشعر بها بداخلها.
تلك الأوهام تعصف بنا في كل مكان عندما يحل الفراغ والأمنيات سيسرق منا الواقع .
تلك الأوهام تعصف بنا في كل مكان عندما يحل الفراغ والأمنيات سيسرق منا الواقع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق