الجمعة، 3 فبراير 2017

مصير





هي لحظة واحدة في حياتك، توقعك وتحاصرك، من بعدها لا تستطيع الرجوع لماهيتك السابقة، ولن تبلغ شيئًا من بعدها! ستظل داخل قوقعتك،متبدلًا، حائرًا، قد تلتهم نفسك! وقد تبقى مستكينا منتظرًا أن ينتشلك شيئًا ما! حلمًا أو أن تفيق من حلمك!

قد تفكر وأنت في قلب الدائرة المُقدرة لك بكل الأسباب التي جعلتك تصل إلى هنا وكيف هيأتك لهذه الحالة! وتتعجب!. حقيقة لم يبق لك سوى أن تنسج قصصًا متخيلة كانت ممكنة الحدوث، تغير بها مصيرك، وتتسلى قليلًا، ولا تفضي لشيء.


كل شيء من حولك ساقك لذلك المصير، الأكثر غموضًا، ومع هذا تتمنى كل مرة أن تُعاد القصة مرة أخرى ولا تفارقك لحظة الإندهاش، لتستمتع بها! ولأن كل القصص الأخرى بدت باهتة وتافهة مقابلها، ومع أنك أصبحت مملًا ووحيدًا وأحيانًا لا تتعرف على نفسك، إلا أنك تحب نفسك أكثر، وتثق بجمالك، وعندما تنظر إلى المرآة تبتسم! بكل بساطة أصبحت مختلفًا، وهذا يكفي!

الغياب

الغياب أحيانا يدفعني لملئ الفراغات التي أراها كحلقات تحلق فوق رأسي عند تأملاتي في السقف الذي بدوره تتبدل ألوانه أمامي من الأبيض إلى ألوان أخرى غريبة لا أقدر على تسميتها! 
 وأحيانا يتشكل الغياب بحلة سوداء وتكشر عن أنيابها لتحاصرني بهوة عميقة، فارغة، تسمع فيها صدى أنفاسك، تتسع وتضيق، وأسمع نبضاتي المتسارعة خوفًا واضطرابًا، تنبهني لتوقظني من الفراغ الذي يلاحقني منذ الصغر كوحش مرعب يكبر دائمًا، اسطورتي التي تعادل شرور العالم أجمع تستطيع التهامي بثوان معدودة أو الانتظار طويلا لأموت بطيئا من الخوف! أو من الوهم! ليست أسطورة عن الحلم، بل عن الفناء!

 أظن أنه ليس غياب المعنى ما هو مُقلق، بل محاولة تعويضه، بالاصطدام بعوالم غريبة ومصطلحات أعجز عن تركيبها! بعدم قدرتي على تكوين صورة، ذلك الدخول المفاجئ للأنا خاصتي إلى بلاد غريبة ومعقدة يجعلني في حالة ارتباك، ماذا بعد؟! ماذا أفعل هنا؟!

 أبحر كثيرًا والتقط أنفاسي متيقظة لما يجري ومن ثم أعود مجددًا ودائمًا أصل للغرق، أجول ببصري بحثًا عن تلك القشة التي ستنقذني لكنها تغيب عن ناظري عند أول لمحة لها!
ذلك العالم الغريب الجامد كعقاب لي، لأنني لا استطيع إيجاد نفسي بعد!

قلبي عاريًا، وأخشاه! 

الخميس، 28 يناير 2016

من وحي مجتمع الشعراء الموتى

كتبت هذه المقالة، من وحي مشاهدتي لفيلم مجتمع الشعراء الموتى (Dead poets society)، الفيلم يدور في مدرسة داخلية راقية “أكاديمية ويلتون” يُعيَّن فيها أستاذ للّغة الإنجليزية، وهنا تبدأ رحلته بتغيير حياة طلاّبه، فكلّ واحد منهم لديه من الضّغوط النّفسية ما قد يُهلكه، هذه كانت مهمة الأستاذ الذي جعلهم يُفكّرون خارج السرب بطريقة غير تقليدية وجديدة تمامًا.
لتكوين الفرد وبنائه وجعله فعّالًا في المجتمع لا عالةً بسلوكه وعمله، نحتاج إلى ركائز داعمة ومتينة تتمثّل في أهمّ مؤسستين في حياة الفرد وتطويره من بدايته كفكرة مولود إلى سؤال “ماذا سيكون؟”، المؤسسة الأولى أو اللّبنة الأساسيّة هي الأسرة بما تشمله من أفكار ومشاعر تساهم في بثّ حياة لائقة للفرد السّليم النّاضج الواعي في مجتمع يحتاج الصّالحين لردم خرابه. والمؤسسة الثانية هي المدرسة المُكمّل للأسرة وشريكها في نهضة الفرد. ومن ثمّ تأتي العوامل المؤثّرة والآثار الجانبية في اكتمال تكوينه.
عندما تطرح الأسرة، في البداية، موضوع الإنجاب تحتاج لوضع هدف محدّد، تسعى له وتشقى من أجل هذه البذرة التي ستسقيها بكلّ ما أوتيت من قوّة وجهد، تحتاج الأسرة لسبب أكبر من سبب الإنجاب: فهل الإنجاب كفكرة طبيعيّة وكواجب أمام المجتمع؟ أو من أجل أن تنفي عن نفسها علة أو لتكن مثل الناس فقط؟ فمهمة الولادة نفسها تحتاج للكثير من المشاعر والحبّ وحسّ المسؤولية والثّقل الذي سيقع على الفرد ذكرًا كان أم أنثى.
الولادة تعني أنّك تحتاج أن تتخلّى عن جزء من ذاتك لتلد جزءًا آخر من ذاتك تُنشئه بشكل أفضل وأكثر اختلافًا عن شخصيّتك، فبيَدِك حياة وهبها الله لك لتُترجِم خبراتك وتجاربك ومشاعرك بصورة أفضل عمّا حصل معك في الماضي. وأذكر فلسفة “نيتشه” عن منابت الأطفال، هذا العالم لا يحتاج للمزيد من العاهات النّفسية والعلل الجينيّة التي سيورثها الطّفل عن أبيه أو أمه. لذلك فمهمّتك في هذا العالم أكبر ممّا تتخيّل وأكثر من كونك أصبحت والدًا أو أنكِ تشعرين بالأمومة فقط.
سوف تُنقذ العالم بإصلاح منبتك عندما تختار أن تلد وتجلب فردًا آخر لهذا العالم يزاحمنا في درء قذارته! إذن فالمرحلة الثّانية هي أن تَهب حياتك لأجل أطفالك ولا تشعر بأدنى ندم على ذلك، وأن تحبّهم ذلك الحبّ الذي يختلف عن حبّ جارك لأولاده، حبًّا متفرّدًا، حبًّا متعقّلًا جياشًا أحيانًا، يكبر بداخلك معهم وأنت تنظر لهم يكبرون.
إذا أردنا أن ننظر لحال أي مجتمع فسيتركّز نظرنا على الأسرة ومدى حبّها لأبنائها وحسن تعاملها معهم، حقّك عليهم لا يعني أن توفّر لهم المأكل أو الملبس فقط، فليست الاحتياجات المادية السبيل الأوحد لتسويتهم. إنّ العمليّة التّربوية عمليّة معقّدة للغاية ومُرهِقة ولا يُستخفّ بها فهي المبتغى الأكبر نحو تكوين مجتمع صالح!
التّربية أوّلًا وأخيرًا، تعني الاحترام والثّقة والصّدق وحبّ الخير، إذ بمجرّد زرع هذه القيّم النبيلة بداخلهم، ستتشكّل أمامهم القدوة الحسنة وتكون بذلك كفرد قد أنجزت جزءًا مُهِمًّا من وظيفتك المجتمعيّة.
المؤسّسة الثّانية التي يقع على كاهلها صقل أفكار وكمال أخلاق الطفل، هي التي تلقّنه مبادئ الحرّية والمسؤولية والقيادة مع التّوجيه والإرشاد، وهي ما يفتقده مجتمعنا. فما يُسمّى “مدارس” لا تختلف كثيرًا عن “السّجون” أو “المصحّات النّفسية الرّديئة”. فالمدرسة، بهذا المفهوم، تعني أن ينضمّ الطّفل الطالب للقطيع، أن يحدّ فكره وخياله ويكتم الصّوت الحرّ في داخله، أن يتقيّد أكثر، أن يحطّم كل مساحة خيال أو إبداع أو تلقائيّة أو عفويّة يمتلكها. بمعنى آخر، أن يخضع لما يريده المجتمع لا لرغبته هو في أن يصير ما يريد، أن يمشي وفق خط رُسم سلفًا دون أن يحيد عنه.
كل هذه الأمراض تنتقل لذات الطّفل بمجرّد الدخول لهذا العالم، الذي من المفترض أن يطلقه ويرفع سقف طموحاته. أحاول التّحدث عن العملية التّربوية التي تجري في مدارسنا وكوارثها على الطلاب، لأنّ المنهج من الممكن تعديله بتعديل الأُطر العاملة في مجال التعليم، بالدورات العلميّة وتحديث المعارف والمفاهيم المستجدّة في الميدان، فليس من المعقول، أن نشحن عقول الأطفال بالخرافات البعيدة عن الحقائق العلميّة أو الاعتماد على مبدأ التّلقين في التدريس وإهمال باقي الكفايات التواصلية التي سيحتاجها الطفل في حياته مستقبلًا!
أسلوب التدريس حاليًا لم يعد محوره المدرّس كمالك وحيد للمعرفة، والطالب كمتلقّ لهذه المعرفة في علاقة عمودية يتحكّم فيها المدرّس، كسلطة داخل الفصل مهمتها فرض النّظام وضبط السّلوكات التي يراها غير مقبولة، مستعينًا بأساليب لا تقرب للتربية: تعتمد على الإهانة اللّفظية (سبّ، تجريح، لمز وغمز…) وقد تصل إلى الضّرب الجسدي وما يخلّفه من آثار نفسية تنعكس سلبًا على سلوك ومردود المتعلّم. وما هذا بتدريس للأسف الشّديد.
إنّ أهمّ ما في العمليّة التّربوية هو الذّوقيات وأقصد به، الاحترام وتكريس مفهوم التواصل والكلمة الطيّبة للطّفل الذي يأتي مكبًا على وجهه إلى المدرسة، في المراحل الابتدائية لا يعرف النّظام والاصطفاف وكلّ تصوّره عن المدرسة، أنها فضاء للّعب مع الأقران الجدد وبمساحة أكبر من بيتهم. هنا إذن، يأتي دور المرّبي الحقيقي لإدماج هذا الطفل رويدًا رويدًا، في النظام بطريقة سليمة وسلسة تُحبّب إليه المدرسة كفضاء للتعليم والتعلّم. من تمّ تأتي المرحلة الإعدادية والثانوية التي يكون الطالب فيها بأشد الحاجة إلى مُلهم وقدوة إلى مُعلّم بما تحمله الكلمة من معنى، إلى أب ومرشد له، لا إلى من يتعالى أو كائن أضعف منه يفرغ به طاقة الغضب التي بداخله!
تخيّلوا إذن نفسيّة هذا الطالب وهو الذي ينتظر السّلوك القويم ليكتسبه، بهذا الأسلوب نحن نقضي على أي شغف محتمل للطالب في أي مادّة علميّة كانت أو أدبيّة، نقضي على تقبّلهم وحبّهم للمعرفة أكثر والاهتمام بالعلم، وبعد ذلك نطلب من شبابنا المساهمة في تقدّم ونهضة الوطن ولم نوفّر لهم أيّة مساحة كافية للإبداع والخلق.
قبل أن تلوم الطّالب على تصرفه، راجع أسلوبك وتصرّفاتك معهم، عندما تغدق عليهم الحبّ سيحترمونك بالتّأكيد، فالتّربية والتّعليم من أسمى المهن وأرقاها وعلى ممارسيها تقع المسؤولية العظيمة في الارتقاء والتهذيب.
لترى كيف يخرج جيل عنيف ومتشدد وجاهل وأعمى، اذهب إلى المدرسة وانظر كيف يبشّر هذا الجيل بالعبث والخراب، الرحمة في التّربية هي السبيل لنهضة مجتمعنا. إن كنت لا تعي مسؤوليّتك ومهمّتك التّربوية فلا تدخل إلى مجال التربية وتحمّل جيلا كاملًا من رجال الغد، ما لا طاقة لهم به!
تذكرت ما عانيته في ظلّ هذا النّظام التّعليمي من صعوبات خلال مساري الدّراسي، الذي كان بسبب غياب روح الجرأة في التّغيير والاعتراف بفشل المنهاج القائم في جوهره على التثبيط بدل التحفيز، على تقديس المعلومة والقبول بها كما هي بدل الحجاج وتبادل الأفكار، على تكريس الاستبداد (استبداد المدرّس الذي هو في الأصل نموذج مصغر للنظام السياسي) بدل الحرّية والانفتاح.
دعوتي لكل الآباء والأمهات ربّوا أطفالكم على الاحترام وثقافة الحوار وعلّموهم معنى الصّواب والخطأ بيُسر ولين، تحاوروا معهم حوار الصديق للصديق حتى تقوى شخصياتهم، لا تربوهم على الخوف، الذي يقتل الرغبة في الخلق والإبداع ويربّي الخنوغ والذل والهوان.

الخميس، 30 يوليو 2015

عمي يابو الفانوس




عمي يابو الفانوس أغنية عرفتها من سمية بطلة رواية زمن الخيول البيضاء لابراهيم نصر الله ، وقتها ارتكبت مجزرة في قريتها وهُجرت في الشاحنة البيضاء وغنتها.. انتهت الرواية.

عمي يا أبو الفانوس
نورلي هالعتمة
خوفي الطريق يطول عيني
ويطول معك همي
...

يا راجعة من بعيد
شو رجعك إلنا
شاب السهر في العين يابا
والعين بتستنى
...

جيتك وراي سنين
وبلاد مضوية
حامل إلك حلمين حلوين
قلبي وعينيّ
...

يا محملين هموم
تعب الحكي منا
هاجم علينا النوم يا مين
يا مين يسهرنا
...

عمي يا ابو الفانوس
نورلي هالعتمة
خوفي الطريق يطول عيني
ويطول معك همي














الثلاثاء، 28 يوليو 2015

رضوى مريد




أنتِ جميلةٌ كوطنٍ مُحرَّر 
وأنا مُتعَبٌ كوطنٍ مُحتلّ
...
أنتِ حزينةٌ كمخذولٍ يُقاوِم
وأنا مُستَنهَضٌ كحربٍ وشيكَة
...
أنتِ مُشتهاةٌ كتوقّف الغارة
وأنا مخلوعُ القلب كالباحثِ بين الأنقاضْ
...
أنتِ جَسورةٌ كَطَيّارٍ يتدرّب
وأنا فخورٌ كجدّته
...
أنتِ ملهوفةٌ كوالد المريض
وأنا هادئٌ كمُمَرِّضَة
...
كلانا جامحٌ كالانتقام
كلانا وديعٌ كالعفْو 
... 
أنتِ قويّةٌ كأعمِدة المَحْكَمَة
وأنا دَهِشٌ كَمَغْبونْ
...
وكلما التقينا
تحدَّثْنا بلا توقّف، كمحامِيَيْنْ
عن العالَمْ

مريد البرغوثي ، 1983.

الجمعة، 24 يوليو 2015

مقاطع من رسائل كافكا إلى ميلينا



"وعلى رغم كل ذلك، فإنني اعتقد أحيانًا: أنه لو أمكن أن يهلك شخص ما بفعل السعادة، فإن ذلك ما سوف يقع لي. ولو قدر لامرئ أن يموت، وأمكن للسعادة أن تعيده إلى الحياة، فسوف أبقى على قيد الحياة".


"لا يمكنني بصورة ما أن أكتب المزيد عن أي شيء آخر سوى ما يتعلق بنا، ما يتعلق بنا وسط اضطراب العالم، نحن فحسب. كل شيء آخر، هو شيء بعيد. خطأ! خطأ! غير أن الشفاه تغمغم، ووجهي يستلقي في أحضانك".

"لماذا، بالمناسبة، أكون كائنًا بشريًا في الوقت الذي أتحمل فيه كل عذابات هذا الوضع بالغ الاضطراب ... لماذا لا أكون، مثلًا، ذلك الدولاب السعيد في حجرتك، ذلك الدولاب الذي يتطلع إليك مباشرة عندما تجلسين إلى مكتبك، أو عندما تستلقين، أو تأوين إلى النوم (نومًا هنيئًا)، لماذا لا أكون أنا ذلك الدولاب؟ ذلك لأنني سأنهار تحت وطأة الأسى، لو أنني أطلعت على آلامك في خلال الأيام الأخيرة الماضية، وربما حدث لي ما هو أكثر من ذلك"

"نصحتك بالأمس بعدم الكتابة إليّ يوميًا، وما يزال هو ما أراه اليوم وسوف يكون هذا خيرًا لكلينا، ومرة أخرى أعود إلى هذا الاقتراح اليوم، وفوق ذلك فإنني أطلبه بمزيد من الإلحاح - فقط، أرجوك يا ميلينا ألّا تلتزمي بهذا الاقتراح، بل اكتبي إلي يوميًا، على الرغم من ذلك، قد تكتبين في اختصار شديد، رسائل أقصر من الرسائل التي ترسلينها إلي الآن، سطرين فقط، أو سطر واحد، المهم هو أن حرماني من هذا السطر الواحد، سيكون معناه عذابي الرهيب".

"لو أن شخصًا أنقذ من الغرق شخصًا آخر فإنه سيكون عملا عظيمًا بلا شك، لكن لو أنه بعد ذلك أعطى لذلك الشخص الذي تم إنقاذه علي يديه اشتراكًا في دروس للسباحة، فما هو الخير الذي سيتمخض عنه ذلك؟ لماذا يحاول المنقذ للآخرين أن يجعل الأمر بهذه البساطة بالنسبة لنفسه؟ لماذا لا يرغب في أن يواصل إلى الأبد إنقاذ الآخر بوجوده؟ بوجوده المستعد أبدًا؟ لماذا يحاول أن يحول العبء إلى مدرب السباحة؟"

"ولا أزال لم تصلني رسالة عما قاله لك الطبيب، أنت أيتها العربة البطيئة، أنت أيتها الكاتبة السيئة للرسائل، أنت أيتها المشاغبة، أنت أيتها العزيزة، أنت - حسنًا، ماذا بعد؟ لا شيء، سوى أن أستلقي هادئًا على صدرك".

"إنني قذر يا ميلينا.. قذر بلا حد، وهو ما يجعلني أحدث كل هذه الضجة الهائلة حول النقاء".

"ولم أتمكن في فترة ما بعد الظهيرة من مغادرة الفراش، ليس لأنني كنت شديد التعب، بل لأنني كنت (ثقيلًا) ثقلًا بالغًا".

وأخيرًا، يقول كافكا عن رسائله إليها: "كتابة الرسائل تعني أن تعري نفسكَ أمام الأشباح، وهو شيء لطالما كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر. كتابة القُبل فيها لا يعني أنها ستصل إلى مكانها المقصود، بينما على العكس، يتخطفها الأشباح على طول الطريق".

مقتطفات من كتاب "رسائل كافكا إلى ميلينا"
تجميع :شيرين ثابت

الأحد، 5 يوليو 2015

سجلاتي 2

كل الإجابات تكمن في داخلك.أنت تعرف أكثر مما هو مكتوب في الكتب.ولكي تتذكرها يجب أن تقرأ
ليو تولستوي

رجعت لعالم ميلان كونديرا برواية "الحياة في مكان آخر" رواية فتحت شهيتي على القراءة لدرجة اني وصلت لنصفها وبفكر ارجع اقرأ من أول، ما بعرف سر التعلق بنصوص كونديرا عموما، لكن يمكن هو مختلف. والاختلاف بيجي بناء على تجاربنا وخبراتنا وحياتنا وتصوراتنا للأمور. يمكن الي ميز رواية كونديرا هي البساطة في طرح امور معقدة، عن علاقة الروح بالجسد، عن الفراغ الداخلي وعن الحب الي ما قرأت طرح يشابه ما طرحه كونديرا. كانت عن علاقة أم الشاعر مع الرسام، كانت تشتهي شغفه ونظرته لها بعد ما ظنت إنها فقدت الحاجة لهيك نظرة وشاخ جسدها لكن روحها مازالت تواقة للحب ! الفكرة إنها كانت تجد صعوبة في هذا الحب مع اشتهائها له، لأنها كانت مضطرة تكون شخص في قالب معين لارضاء حب الرسام ونظرته لها، قالت برسالتها له انا عادية ! لهيك كانت تبذل جهد في هذا الحب على رغم حبها له. الفكرة طرحها كوندرا بسلاسة وبأسلوب قريب. كمان في الرواية بتشوف كونديرا الطفل، لما يحكى عن طفولة الشاعر وتكوينه وانا وصلت لحد ما صار عمره 13 سنة ، واحسن الوصف في تقلبات هالعمر.

ومكملة قراءة الطاعون لألبير كامو الي بحكي فيها عن مدينة وهران ولسه بالبداية مع انتشار الطاعون فيها، رواية برضو بديعة وشدتني معها، انا مبسوطة من حالي ان بقرأ لكونديرا وكامو مع بعض :D

.....