القراءة ، لطالما أخذنا ودرسنا أن في القراءة
إعمار وحضارة، وفهم وثقافة، ومكسب للفرد والمجتمع، وكلنا نعلم أن القارئ إنسان
مميز وإنسان وجد نفسه باتجاهه نحو القراءة لما فيها من بناء وإعداد للفرد بكل
المجالات. لكن هناك أسئلة يجب أن نراعيها وهي : كيف نقرأ ، وماذا نقرأ ؟
كيف نقرأ ،إجابة هذا السؤال لأهالي الأطفال الذي لم يفت الاوآن على تربية أبنائهم والمقبلين على تربية أبنائهم ، وأيضا سؤال يجب أن يطرح في كل مدرسة وفي كل صف ولكل طالب من طلابها، قلت سابقا بتدوينتي بعنوان مدارسنا ،أن طلابنا هم أعمدة المجتمع وعلى كاهلهم ينشأ مجتمع قوي ،وبنائهم يتحمل مسؤوليته الأهل والمدرسة في توجيههم لأبنائهم ، من ضمن هذه التوجيهات هي القراءة، طفلك سيقرأ عندما يشاهدك تحمل كتابا ،سيبعث به الفضول لحمل كتاب ويقرأ مثلك حتى لو لم يفهم في بادئ الأمر ، لكنه سيجد حمل كتاب والقراءة فيه شيئا مميزا كون قدوته والده أو والدته يحملانه، طفلك سيحب القراءة لأنه وقت الفراغ سيتأمل المكتبة المنزلية التي قمت بإعدادها وتنقيتها وملئها بالكتب المفيدة، سيأخذه الفضول ليفتح أي كتاب وسيجد قضاء وقته هناك في المكتبة عندما يتوفر فيها الجو المريح والهادئ.
طفلك سيقرأ عندما تردد على مسامعه أهمية صداقة الكتاب ، كلنا على فطرتنا نحب التميز والصعود للأفضل وعندما تزين هذا الصعود بالقراءة سيحب طفلك الصعود للأفضل ، طفلك سيقرأ عندما لا تجيبه عن كل الأسئلة وتجعله يبحث عن إجابات سيضطر للقراءة بنفسه ولا تصله المعلومة مقولبة وجاهزة . ستساعده على تحفيز عقله وتنمية الفضول لديه، الفضول نحو المعرفة نجاة لفكره وللمجتمع ككل .
أما في المراحل اللاحقة لمن لم يتعود على القراءة أصلًا ، عليه أن يجد الهدف والحافز الذي يدفعه نحو الكتب إن أراد المعرفة فسيضطر للقراءة ولو صفحة واحدة كل يوم ستساعده على النهم نحو الورق والكتب والمزيد من المعرفة والثقافة ، وهذا قد يعتمد على ما يريده من القراءة وعلى اتجاهه في القراءة ، وهنا نفتح سؤالنا التالي : ماذا نقرأ ؟ أنا لا أؤمن بنصائح الغير في القراءة وأنصح أن لا تبحثوا عمن يقول لكم ماذا تقرؤون ،اهتماماتنا وهواياتنا وأهوائنا وعقولنا تختلف ،فكل واحد فينا له نظرة مختلفة ، وعادة أشبه تذوقنا للكتب كتذوقنا للطعام يختلف من كل فرد لآخر في مسألة الاعجاب والإفادة، قد تناسبني الروايات أكثر من كتب الفكر ، أو قد أنهل من كتب الفقه أكثر مما سبق ، حسب انتمائتنا وذواتنا التي ترشدنا للطريق الذي نريده من القراءة.
الذي ينصحك بكتاب فكري معين قد يناسبه هو ولا يناسبك لذلك لا تسمع كلامه ، ابحث عما تريد أو الموضوع الذي يستهويك وبعدها اقبل النصيحة بكتاب يحكي عن المجال الذي تريده ومن ثم لك حرية الاختيار . لكن لا تدع أحدا يجعلك نسخة عنه في الاهتمامات .
عانيت من ذلك ورأيت نفسي انتقل من شخصية لأخرى وأتقلب في أمزجة مختلفة ولا أجد نفسي في أيًا منها وظللت أبحث حتى وجدت ضالتي وهوائي في قراءة كتاب معين استهويه واختاره بعد التخبط الذي عانيته.
يعني أن لا تسأل أحدًا عن ماذا تقرأ أو في أي مجال أقرأ ، لا تسأل غير نفسك /أنا بماذا أهتم، أنا ماذا أريد ، لا تدع أحدا يرسم لك طريقك .
من خلال قراءاتي البسيطة ورأيّ الخاص وجدت أن الروايات ممتعة وجذابة تجعلك تقلب الصفحات من دون ملل هذا الكلام متفق عليه، هناك بعض الروايات تحمل في طياتها فكرا وقضية وظاهرة مهمة في مجتمعاتنا لكنها لا تكون محور الرواية بل قد تأخذ بعض الصفحات أو بعض تركيز الكاتب عليها وهذا ما تقوم عليه الرواية ، الرواية أهميتها تكمن في الشخصيات والدخول في عالمهم ونفسياتهم وسلوكهم ، تكمن بجمال الحرف ونسق الكلمة ونظم المعنى، تأخذك بسحر اللغة ، وهذا لمن يهتم باللغة والأدب بشكل عام . من أكثر الروايات التي شدتني وأحببتها وما زالت في قمة قراءاتي هي زمن الخيول البيضاء لابراهيم نصر الله ، أظن أنني احببتها لانها تحدثت عن قضيتي وتاريخي بطريقة جعلتني أذرف الدموع وأتعاطف بكل جوارحي مع حالي وحال أجدادي . لذلك أعتبرها عزيزة ت ، والعبرات للمنفلوطي.
الكتب البسيطة الجذابة مثل كتب علي الطنطاوي تجعلك تتطلع على ما حولك وعلى العديد من الظواهر بأسلوب شائق وأبوي وكأنه يتحدث معك وأمامك.
أحببت كتاب عبد الكريم بكار" هي هكذا كيف نفهم الأشياء من حولنا" جميل لكل بداية مشروع مثقف، وعنوان الكتب يفسر الكثير من محتواه . ولا أحب عن أفسر كثيرا أو أراجع مراجعة طويلة عن كتاب حتى لا ينظر أي قارئ للكتاب من نظرتي .
ومن الكتب الدينية البسيطة الجميلة كتب ابن قيم الجوزية خاصة الداء والدواء ، والآن أقرأ زاد المعاد في هدي العباد، وجمال الكتب الدينية بأنه مهما تقرأ ستدرك جهلك وتتواضع أكثر.
هذا نبذة من قراءاتي ، ومتواصلة في طريق القراءة بعد تخبط طويل في موضوعات القراءة .ولا شك أن التنوع في الموضوعات جميل ومفيد ويضفي لك زاد من الثقافة والفهم ، فيعرف البعض الثقافة بأنها أن تعرف أي شيء عن كل شيء .
هناك ملاحظة هامة : أن البعض يشتكي بأنه لا يجد تأثير قرائته في حياته أو أنه ينسى ما يقرأ ولا يحفظ، ليست العبرة من القراءة أن تحفظ بعض الاقتباسات من كتاب ما ، العبرة أن يؤثر ذلك في سلوكك وطريقة تفكيرك وتعاملك مع من حولك ، ومنهجية تفكيرك في حياتك ومستقبلك . نحن لا تقرأ لنأخذ علامات أو شهادات ، فلا تفرغ من الكتاب لمجرد أنك انهيت كتابا وأضفت عددا كأنك ستأخذ جائزة عليه، تمتع بالكتاب وبحروفه اجعله يؤثر فيك وعامله كصديقك ، وسترى أثره بعد ذلك، التأثير لا يتم بكتاب أو بكتابين أو حتى بخمسين ، بل بمدى فهمك واستيعابك وما خرجت منه في الكتاب، لذلك من المفيد أن تكتب بعد كل قراءة ما أخذته من الكتاب وما مدى تأثيره وتقبلك له. والمهم أن التأثير يكون على المدى البعيد وفي البداية قد لا يظهر ولا تلاحظه لكن بعد ذلك سترى كل ما قرأته أمامك. قد قلت في البداية أن القراءة بناء، والبناء ليس سهلا والمنظر الجميل الخلاب لا يتم بسرعة قد يستغرق وقتا طويلا وتنمية العقل ونموه يأخذ وقتا مثلما أخذنا سنين من عمرنا لنكبر بأجسامنا وعقولنا .
من أجمل ما قيل عن القراءة للعقاد :“- لست أهوى القراءة لأكتب ، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب .. و إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة ، وحياة واحدة لا تكفيني ، والقراءة - دون غيرها - هي التي تعطيني أكثر من حياة ، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق.
كيف نقرأ ،إجابة هذا السؤال لأهالي الأطفال الذي لم يفت الاوآن على تربية أبنائهم والمقبلين على تربية أبنائهم ، وأيضا سؤال يجب أن يطرح في كل مدرسة وفي كل صف ولكل طالب من طلابها، قلت سابقا بتدوينتي بعنوان مدارسنا ،أن طلابنا هم أعمدة المجتمع وعلى كاهلهم ينشأ مجتمع قوي ،وبنائهم يتحمل مسؤوليته الأهل والمدرسة في توجيههم لأبنائهم ، من ضمن هذه التوجيهات هي القراءة، طفلك سيقرأ عندما يشاهدك تحمل كتابا ،سيبعث به الفضول لحمل كتاب ويقرأ مثلك حتى لو لم يفهم في بادئ الأمر ، لكنه سيجد حمل كتاب والقراءة فيه شيئا مميزا كون قدوته والده أو والدته يحملانه، طفلك سيحب القراءة لأنه وقت الفراغ سيتأمل المكتبة المنزلية التي قمت بإعدادها وتنقيتها وملئها بالكتب المفيدة، سيأخذه الفضول ليفتح أي كتاب وسيجد قضاء وقته هناك في المكتبة عندما يتوفر فيها الجو المريح والهادئ.
طفلك سيقرأ عندما تردد على مسامعه أهمية صداقة الكتاب ، كلنا على فطرتنا نحب التميز والصعود للأفضل وعندما تزين هذا الصعود بالقراءة سيحب طفلك الصعود للأفضل ، طفلك سيقرأ عندما لا تجيبه عن كل الأسئلة وتجعله يبحث عن إجابات سيضطر للقراءة بنفسه ولا تصله المعلومة مقولبة وجاهزة . ستساعده على تحفيز عقله وتنمية الفضول لديه، الفضول نحو المعرفة نجاة لفكره وللمجتمع ككل .
أما في المراحل اللاحقة لمن لم يتعود على القراءة أصلًا ، عليه أن يجد الهدف والحافز الذي يدفعه نحو الكتب إن أراد المعرفة فسيضطر للقراءة ولو صفحة واحدة كل يوم ستساعده على النهم نحو الورق والكتب والمزيد من المعرفة والثقافة ، وهذا قد يعتمد على ما يريده من القراءة وعلى اتجاهه في القراءة ، وهنا نفتح سؤالنا التالي : ماذا نقرأ ؟ أنا لا أؤمن بنصائح الغير في القراءة وأنصح أن لا تبحثوا عمن يقول لكم ماذا تقرؤون ،اهتماماتنا وهواياتنا وأهوائنا وعقولنا تختلف ،فكل واحد فينا له نظرة مختلفة ، وعادة أشبه تذوقنا للكتب كتذوقنا للطعام يختلف من كل فرد لآخر في مسألة الاعجاب والإفادة، قد تناسبني الروايات أكثر من كتب الفكر ، أو قد أنهل من كتب الفقه أكثر مما سبق ، حسب انتمائتنا وذواتنا التي ترشدنا للطريق الذي نريده من القراءة.
الذي ينصحك بكتاب فكري معين قد يناسبه هو ولا يناسبك لذلك لا تسمع كلامه ، ابحث عما تريد أو الموضوع الذي يستهويك وبعدها اقبل النصيحة بكتاب يحكي عن المجال الذي تريده ومن ثم لك حرية الاختيار . لكن لا تدع أحدا يجعلك نسخة عنه في الاهتمامات .
عانيت من ذلك ورأيت نفسي انتقل من شخصية لأخرى وأتقلب في أمزجة مختلفة ولا أجد نفسي في أيًا منها وظللت أبحث حتى وجدت ضالتي وهوائي في قراءة كتاب معين استهويه واختاره بعد التخبط الذي عانيته.
يعني أن لا تسأل أحدًا عن ماذا تقرأ أو في أي مجال أقرأ ، لا تسأل غير نفسك /أنا بماذا أهتم، أنا ماذا أريد ، لا تدع أحدا يرسم لك طريقك .
من خلال قراءاتي البسيطة ورأيّ الخاص وجدت أن الروايات ممتعة وجذابة تجعلك تقلب الصفحات من دون ملل هذا الكلام متفق عليه، هناك بعض الروايات تحمل في طياتها فكرا وقضية وظاهرة مهمة في مجتمعاتنا لكنها لا تكون محور الرواية بل قد تأخذ بعض الصفحات أو بعض تركيز الكاتب عليها وهذا ما تقوم عليه الرواية ، الرواية أهميتها تكمن في الشخصيات والدخول في عالمهم ونفسياتهم وسلوكهم ، تكمن بجمال الحرف ونسق الكلمة ونظم المعنى، تأخذك بسحر اللغة ، وهذا لمن يهتم باللغة والأدب بشكل عام . من أكثر الروايات التي شدتني وأحببتها وما زالت في قمة قراءاتي هي زمن الخيول البيضاء لابراهيم نصر الله ، أظن أنني احببتها لانها تحدثت عن قضيتي وتاريخي بطريقة جعلتني أذرف الدموع وأتعاطف بكل جوارحي مع حالي وحال أجدادي . لذلك أعتبرها عزيزة ت ، والعبرات للمنفلوطي.
الكتب البسيطة الجذابة مثل كتب علي الطنطاوي تجعلك تتطلع على ما حولك وعلى العديد من الظواهر بأسلوب شائق وأبوي وكأنه يتحدث معك وأمامك.
أحببت كتاب عبد الكريم بكار" هي هكذا كيف نفهم الأشياء من حولنا" جميل لكل بداية مشروع مثقف، وعنوان الكتب يفسر الكثير من محتواه . ولا أحب عن أفسر كثيرا أو أراجع مراجعة طويلة عن كتاب حتى لا ينظر أي قارئ للكتاب من نظرتي .
ومن الكتب الدينية البسيطة الجميلة كتب ابن قيم الجوزية خاصة الداء والدواء ، والآن أقرأ زاد المعاد في هدي العباد، وجمال الكتب الدينية بأنه مهما تقرأ ستدرك جهلك وتتواضع أكثر.
هذا نبذة من قراءاتي ، ومتواصلة في طريق القراءة بعد تخبط طويل في موضوعات القراءة .ولا شك أن التنوع في الموضوعات جميل ومفيد ويضفي لك زاد من الثقافة والفهم ، فيعرف البعض الثقافة بأنها أن تعرف أي شيء عن كل شيء .
هناك ملاحظة هامة : أن البعض يشتكي بأنه لا يجد تأثير قرائته في حياته أو أنه ينسى ما يقرأ ولا يحفظ، ليست العبرة من القراءة أن تحفظ بعض الاقتباسات من كتاب ما ، العبرة أن يؤثر ذلك في سلوكك وطريقة تفكيرك وتعاملك مع من حولك ، ومنهجية تفكيرك في حياتك ومستقبلك . نحن لا تقرأ لنأخذ علامات أو شهادات ، فلا تفرغ من الكتاب لمجرد أنك انهيت كتابا وأضفت عددا كأنك ستأخذ جائزة عليه، تمتع بالكتاب وبحروفه اجعله يؤثر فيك وعامله كصديقك ، وسترى أثره بعد ذلك، التأثير لا يتم بكتاب أو بكتابين أو حتى بخمسين ، بل بمدى فهمك واستيعابك وما خرجت منه في الكتاب، لذلك من المفيد أن تكتب بعد كل قراءة ما أخذته من الكتاب وما مدى تأثيره وتقبلك له. والمهم أن التأثير يكون على المدى البعيد وفي البداية قد لا يظهر ولا تلاحظه لكن بعد ذلك سترى كل ما قرأته أمامك. قد قلت في البداية أن القراءة بناء، والبناء ليس سهلا والمنظر الجميل الخلاب لا يتم بسرعة قد يستغرق وقتا طويلا وتنمية العقل ونموه يأخذ وقتا مثلما أخذنا سنين من عمرنا لنكبر بأجسامنا وعقولنا .
من أجمل ما قيل عن القراءة للعقاد :“- لست أهوى القراءة لأكتب ، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب .. و إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة ، وحياة واحدة لا تكفيني ، والقراءة - دون غيرها - هي التي تعطيني أكثر من حياة ، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق.
المقال ضعيف جدا و لم يضف لي أي جديد
ردحذفممكن يكون ضعيف ، لم يضف لك شيئا وممكن أنه أضاف لغيرك :) على الرحب والسعة
ردحذف