الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

إنها كلمات فارغة

تباغتني أوقات أخشى بها الكتابة ! أخشى من الأفكار المتدفقة مع عواطف شاردة خائفة مترددة، تنزلق لورقتي خجلة لأنها لا تستحق أن تخلد بقلم الحبر فأحيانا أمزقها وأحيانا أخبئها حتى لا ترى شمسا ولا قمرا .

فلغة الحزن وخواطر الموت هي الرائجة وكأنها أصبحت مادة استهلاكية لتُشترى. ابتذلوها حتى انسلخت عن حقيقتها.
أنا أيضا أخاف من الانجراف لاستهلاك الكلمات ،لذلك اتجنبها أخاف أن أدّعي الحزن بكلماتي فأراها متمثلة أمامي في كل شيء.

أشتهي الكلمات التي تعزز من وحدتي وسكوني في رحاب هذا الكون ، وأسعى لأملك نفسي لابتعد عن هذا العالم الهش الذي يجذبني لانهياراته المتكررة ، لنماذجه المملة الساقطة، لحروبه القاتلة ، هذا العالم أصبح مظلما من حولي بعدما سمعت بموت من ملكوا كل شيء ، اغتالتهم الحرب وحرمتني من ابتساماتهم ونظراتهم ،وتبا لها من أبجدية لا تسعفني في حرف واحد للبوح عن الحزن المتدفق في نفسي الذي يشعل بقلبي انفجارات لمجرد النظر في صورهم ، هكذا حرموني من نظرة أخرى ! من بعدهم لن اتابع ما تبقى من القضية، انكسر كل شيء من بعد ذلك الموت على الأقل من نظري أنا ...وهم كل شيء في نظري.

وأقلعت عن استجداء العواطف في الكلمات أيضا فهي أصبحت مستهلكة ، إن الفقراء والمساكين ومن يشتهي الراحة بعد ثقل الزمن على كاهله موجود على كل قارعة طريق ولا يحتاج للفت النظر لأنه لم يكن ولن يكن يوما ظاهرة اعتيادية. إن قسمات الوجه المتعب تُرى من بعيد وتستمر الحياة به ، لأنه تمثال لحياة بعيدة كل البعد عن الأحلام ، أو أنه لا يمثل الحياة بل هو على هوامش الحياة يتقلب على كل صوب ويتجرع مرارة! لن أقول مرارة فمع ازدياد هذه الكلمة فقدت معناها الجوهري ، إنه يتجرع أحزان هذه الدنيا كلها ليملأ كؤوس السعادة لغيره من أحلامه التي كانت تغذيه بقليل من السعادة. إنه يحمل ثقل لا مبالاة هذا العالم .

هناك نهاية لكل شيء قد تتخيله ، أذكر دائما كلمة عمتي التعيسة جاءني الربيع في خريف العمر ، وماذا بعدما دل الربيع مسلكه لحياتها كان قد فات الآوان وأضحت بخريف العمر ، فكل السعي والمحاولات ذهبت أدراج الرياح فالخريف بددها ، أتتها النهاية مسرعة، لذلك انتهت امنياتها مع الربيع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق