الخميس، 26 سبتمبر 2013

عن الثورة في فلسطين


من الملاحظ أن الثورات قديما في فلسطين كانت تتقدم وأبطالها أكثر إخلاصا حتى لو كان هناك خيانات لكن الشجاعة والمقاومة كانت تتصدر الموقف وتعلو بأصحابها وهذا يعود لأسباب من ضمنها لم يكن هناك ما يخسرونه ليحاربوا ويقدموا أنفسهم ولأن عقيدة الوطن والأرض والحق كانت مترسخة بنفوسهم وصفاتهم وتعبر عن رجولتهم ، وعدم وجود ما يخسرونه أعطاهم الشعور بعدم الخوف والإقدام ،وذلك بعد أن خسروا أراضيهم وضاقت عليهم الحياة في الضرائب والظلم وامتداد المستعمرات الصهيونية وعنصرية الأنجليز في وقوفهم مع اليهود كان حقا أو باطلا فأدركوا بكل حواسهم كيف ضاع حقهم فكان لابد لأصغر شاب أن يلتحق في المقاومة ويعد هذا مطلبا عاديا .كان واضحا أن الفلاح له الأثر الأكبر وهذا المتوقع لأنه أكثر من خسر في وطنه. تلك الثورات لم تكن تبحث عن السلطة أو الحكم بقدر ما كانت تبحث عن حقها ، هكذا تربوا بتمسكهم بحقوقهم وبرزقهم وهكذا اكتسب المناضل الفلسطيني العناد في حقه والتزامه بمواقفه . 

لكن اليوم المقاومة تشوبها كثير من الشوائب بأنها لا تتقدم وإذا حللناها من الداخل بغض النظر عن العوامل الخارجية المتمثلة بالسياسة الخارجية للعرب ، قد تجد بعض الأحزاب التي لها باع طويل في المقاومة فقدت الإخلاص وتقدير قيمة الوطن ويتجلى ذلك بأنها لا تقدم له سوى خطابات وقد هرم منها ومن الأبجدية عموما ،وفقدانه لقيمة وطنه يتمثل بقلة ارتباط الفرد الفلسطيني بأرضه .ولأن الارتباط تعلق أولا وآخرا بطريق الحزب وما يمليه من نظرته لطريق إلى القدس. . وارتبط الفلسطيني المناضل بما يحصل عليه من حزبه فكل فعل منه له رد فعل ينتظره ،والأرض لا تفي بالغرض فلا تعطيه الرد أو الكرسي أو السلطة أو ... وأيضا تغيرت أولويات الفرد الفلسطيني فهو يريد بيت ورغيف خبز وأن يكمل قسط السيارة !!

فما الحل؟ نحن بحاجة لمنظمة تعبر عن شعب يريد التحرير والعودة والأرض، والقضية عادلة إذن لماذا مضى على نكبتنا خمس وستين سنة ونحن نتراجع بمقاومتنا ،وحقوقنا تهدر لابد من تصديق لكلمة غسان كنفاني :"إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية ،فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية" وهذا الخطر الذي يداهمنا في محاولات تغيير القضية ويبدوا جليا بمشاكلنا مع جارتنا اسرائيل!!! كنا نحارب مستعمرات واليوم نحارب دولة مثلا!! وباتت مشكلتنا ليست حق صفد لمن ؟ بل مع نظرة الفلسطيني لقضيته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق