الخميس، 26 سبتمبر 2013

رسالتك في الحياة

الأديب الايرلندي برناردشو كان يقول إنه يفضل أن يحيا  أمامه دائما هدف يسعى إليه من أن يعيش وقد حقق كل أهدافه وأصبحت وراءه ، لأن النجاح التام لا يعني سوى انتهاء مهمة الإنسان في الحياة .. ولا يصبح صالحا بعده إلا للموت تماما كذكر العنكبوت الذي تقتله الأنثى بعد نجاحه في مهمة اخصابها.

برناردشو في جملته هذه اختصر كثيرا على المهمة الإنسانية لكل فرد منا ، فعلمنا أننا أصحاب رسالة ، وتختلف الرسالة باختلاف شخصياتنا ،فمن هي رسالته للقيم والفضيلة ومن هي للخير ، ومن تكون رسالته من أجل كرامته أو حريته ، أو من أجل حق أو من أجل إنسانيته أو غيره .من المهم وجود رسالة بغض النظر عن كنهها . معنى رسائلنا هو معنى لوجودنا وقيمتنا في الدنيا ، معنى رسائلنا هو يعني هدفنا في الحياة كي لا نعيش كموتى سائرون
.
حدد هدفك حتى لو نظر من حولك لهدفك بأنه تافه أو صغير، هذا شأن نظرته ولا يدرك قيمة أهدافك وحياتك غيرك . انظر في سير العظماء والذين جاهدوا من حولهم وخاضوا الحرب مع ظروفهم ليصلوا إلى مبتغاهم فاجعل حياتك محفوفة بالنجاحات والإخفاقات حتى تحس بروحك لتبقيها شابة تواقة للطموح والحياة مهما كبرت بعمرك. ولا تخف من دخول اليأس والقلق لحياتك واعلم قبل ذلك أن باب القلق واليأس يرافقه الأمل حتى يكون بداية لتفرج عن حلمك ويصبح واقعا . فكل هدف يحتاج للضيق والهم حتى نشعر بالنشوة والطعم الجميل لنجاحنا. طه حسين مَلَك الأدب ، بيتهوفن ملك الموسيقى، شوبنهارو ملك الفلسفة ،نابليون ملك اوروبا ، نجيب محفوظ حصل على نوبل، ديل كارينجي تغلب على نقصه وأصبح معلما.  وجميعهم لم يصلوا بسهولة بل ذاقوا التجاهل وعدم الالتفات إلى عبقريتهم  ولكنهم سُجلوا في التاريخ بعدما قضوا حياة مليئة بالمحاولات ونجحوا في ذلك، فحاول ولا تبتئس .

 واقلق إن لم تعش لأجل هدف ورسالة تسعى لتحقيقها، فهذا يعني أن الأرض تضيق عليك ولا تحتاج لك وهكذا ترى نفسك على الهامش.

 وانتبه أن تغتر بنفسك يوما بأنك ملكت لُب الثقافة فلا أحد يملك شطرا من العلم والثقافة لبحرها الواسع ولمدى جهل الانسان مهما تزود ونهل من ذلك البحر ، وعندما يغتر فإنه سيجد نفسه محدود الفكر ضيق الأفق وهذه آفة المجتمع لأنها تولد المتعصب الغبي الذي يتأكد من نفسه أكثر من محاورته وبحثه وتأكده من العلم نفسه. فذلك النموذج يزداد تكاثرا بمجتمعنا نراه ينكر ما يجهله ويفتي بقوله من دون البحث ولا يكفي الناس شر جهله . وأذكر قول الفيلسوف البريطاني برتراند راسل : الأغبياء متأكدون جدا..أما الأذكياء فيملؤهم الشك دائما" لأنهم يسعون للحقيقة والبحث. ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه أمام العلم. .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق