الأربعاء، 14 أغسطس 2013

إني اخترتك يا وطني !

عندما يكثر الحديث عن حب الوطن وحب التضحية لأجله اعلم أن الشعب خالٍ من كل مقاومة ولا يملك سوى هذا الحب المتدفق الذي من كثرته يكاد أن يكون نفاقا. لماذا تحب وطنك ؟ يبدأ بصف الكلمات التي حفظها عن ظهر قلب من صغره ويتباكى على حاله ومن ثم ينساه حينا ،ويعود مشحونا ليقاوم بكلماته الخارقة عن الوطنية والانتماء. وما لهم من انتماء ولا حب وطن فقد أصبحت ظاهرة اعتيادية وموضة عصرية ، وفي عصرنا الحالي من الصعب أن تجد من يحب أن يصلح الوطن على حسابه لمجرد أنه يملك حس وطني ، وذلك لأنه لا يملك رد فعل من الوطن يدفعه للتضحية إلا إذا أعطاه شهرة أو مصلحة أو كرسي ثابت ، هذه حقيقة مترسبة بنا نخشى إعلانها حتى لا يأتي أحد ويخدش حسنا الوطني . نحن نبذل ونضحي من أجل مبدأ وحق ومن أجل مقابل ،فمن يستشهد يكون في المقدمة لأنه يعلم بأن الجنان في استقبال الشهداء .وهناك من يقاتل لأجل الحرية والكرامة التي يتوق لها وهو محروم منها، أعلينا أن نشعر بانحطاط كرامتنا وذلنا وعدوان حتى نحب وطننا ونقدم له أرواحنا. هل يجب تدنيس الأقصى مثلا أو اغتصاب أراضينا أو تهدم بيوتنا حتى نتذكر أننا شعب محتل؟!
!! 
 
في الآونة الأخير مع زخم القضايا الفلسطينية رأينا كيف يدعون الشعب لاعتصام الأسرى مثلا، من له رزق في السوق أو لمجرد التكاسل لا يذهب وخيمات الاعتصام تستحي منا ، وتتساءل عن الصمود والغاية التي تكثر بها خطاباتنا. في صفحات الفيس بوك يسألون هل انت مع المفاوضات الأغلبية العظمى" لا "، لكن ادعوهم لإضراب اعتراضا على استئناف المفاوضات ؟ ادعوهم لمظاهرات رافضة أن تكون فلسطين مزرعة ؟ لا أحد يخرج ولا أحد يتشجع ويفور كانتفاضة واحدة وثورات مثلما شهدنا في تاريخ فلسطين ، باختصار الكل مشغول وإن أراد تقديم الواجب يعطينا درسا في حب الوطن ولا يملك غير هذا الدرس والمشكلة أن النفاق يظهر في أول محنة. .
لماذا الأجيال القادمة لا تعرف من الثورات غير ثورة الكلمات؟ كيف سنبني جيلا يحمل هم القضية والوطن و من يلام على ذلك؟ وظني أن  حب هذا الوطن أصبح مشروطاً ، حب وطنك وقتما تشاء لكن إن سبب لك الأذى إياك أن تحبه ، حتى من يصب الأذى فإنه يعمل على مسح الوطن من ذاكرته كونه سبب له نكبة! أظن أن المشكلة تكمن في الإخلاص ، لو وجدنا الإخلاص في الدفاع عن الوطن لما كنا نعتمد على قيادة هشة أو ضعفنا عند أول جبهة.

الكلمة المنتشرة الآن في فلسطين هي (خلي الشعب يفرح) حتى لو كان على حساب مبادئه وطريق نضاله ونسوا أن الله لا يحب الفرحين، والفرح لا يأتي بالباطل ، عندما تقام حفلات مطربين العرب في فلسطين.. بمَ  توحي هذه الحفلات ؟ هل نصر أو دعم ؟ وتتعالى أصواتهم أنت لا تحب ان يرى الشعب نفسه يوما ويفرح ، لكن ممكن أن يفرح الشعب بالنصر مثلا ؟ أو بدعم قضيته عندما تعود لتكون أولى أولوياته ، إن هذا الشعب يحب الحياة ويستحقها عندما يكون حرا . والسؤال الأهم كيف يأتي هؤلاء الفنانون؟ إنه التطبيع الذي يمارس على أعيننا وردة الفعل الفلسطينية هي شراء تذاكر هذه الاحتفالات التي تبلغ حوالي  100دولار ، هذا الشعب الذي كان قبل أشهر يحرق نفسه من الفقر والبطالة !!!!
وما هذا إلا من بركات الدولة الفلسطينية التي على أثرها أصبحت مشكلتنا مع الدولة الإسرائيلية المجاورة مجرد خلافات على بناء المستوطنات والحدود. !!
ما أن انتهى رمضان المبارك حتى بدأت الرحلات إلى الأراضي المحتلة التي هي الآن تسمى إسرائيل ، فالشعب يأخذ التصاريح والإذن من الدولة المجاورة للدخول إلى أراضيها ويتعامل معها وبداخلها كأي دولة صديقة ، المشكلة تكمن أن الشعب يضحك على نفسه ويدعي ذهابه إلى أراضيه المحتلة ومن حقه ذلك حتى لا ينسى هو وأولاده ، لكنه لا يذهب ليرى الدمار ولا دماء من قبله ولا يرى هدم بيوت ولا ظلم ولا عدوان هو يذهب للسياحة على شواطىء يافا ويتشارك السباحة مع إسرائيليين ؟! ويزيد من دخلهم عن طريق سياحته ويمارس التطبيع ويأتي بعد ذلك ويضع صورة مفتاح حديدي وعلم فلسطين ويكتب عائدون ، ونسى أنه يعود ليفرح فرح البطر والكبر .
وهذا أيضا من بركات الدولة إذ أصبحت التصاريح لمن يشاء.
لا تخدعوا العالم وتتباكوا على ملك وأراضي بل افرحوا لأنكم تحبون الفرح ولا تعيشوا كمحتلين!!! ولا ترفعوا شعارات حب الوطن في النكبات وانسوا المفاوضات والاستيطان واعتداءات المستوطنين على الأقصى ، وانسوا الأسرى ومصائرهم، الشعب لا يريد العيش كمحتلين لأن هناك من أبعده عن قضيته وجعلها آخر همه كيف يزور أراضيه المحتلة كسائح وليس حرا كابن تلك الأرض؟ ألم يردعه وجعه؟ بالطبع لا ، لأنه يتم غسل دماغه من كلمة احتلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق