الخميس، 2 يوليو 2015

سجلاتي

العنوان " سجلاتي" أشياء بتمر وبتروح وعالسريع رح توخد مطرحها بسجلاتي.

عمري ما فكرت بكتابة المذكرات الشخصية بشكل جدي، كنت اكتبها لمجرد التسلية أو كنوع كتابة مختلف، لكن المذكرات الشخصية دوما مرتبطة بالوحدة أو بحالة معينة من الاكتئاب أو الضغوطات الي بتجبرنا نفرغ داخلنا لورقة، وبتكون المذكرات الشخصية ملجأ لأفكاره ومشاعره.

بدك تتخلص من الحزن اعمل للحزن حفلة وهيصة، يعني بمعنى آخر اجعله سطحي، ممكن تبكي وممكن تنفجر وممكن تنكد على الي حوليك وبالتالي شوي شوي الحزن بنسحب من داخلك طالما ما ضغطت عليه في داخلك وعملت على كبته، عبر عن حزنك حتى ما يسكن فيك ويتخذ وضع الصمت ويتمدد مع الوقت، ومن اشكال حفلات الحزن هي الكتابة، طالما انت بتخرج حزنك أو تذمرك ونكدك بالكتابة فهو شوي شوي بتسرب للخارج وممكن تتخلص منه مع الوقت، اذن فكرة المذكرات الشخصية هي فكرة ناجحة اذا اتخذناها بشكل جدي. في الحقيقة في الآونة الاخيرة كانت ملاذي وأظن إني شعرت بتحسن، انت مقابل ورقة بيضا فاضية بمعنى آخر مرايتك بتعكس فيها حقيقتك، لكن احيانا الأمر ما بخلى من ترسبات ما بتقدر تسيطر عليها لانه في مكان بداخلك صار فيه تغيير او بالأحرى انكسر! احنا ما منعيش ومنموت مرة بس، احنا منموت كثير ومنرد نعيش وننهض من جديد حتى لو كان فينا أشياء قدرنا نخفيها.

كتب التنمية البشرية أو الكتب الي بتزينلك الفشل هي طريقة ساذجة لتتخلص من الاكتئاب، لأنه باختصار تأثيرها لحظي وما بدوم !
مهما حاولوا يوصلوا لأعماق الإنسان ويقوموا بدور الصديق الناصح ما حدا ممكن يوصل لعالمك الداخلي، لأنه في النهاية هالكتب بتحكي عن مشاكل عامة، اما حقيقتك ومشاكلك الخاصة إنت وحدك العالم فيها، ركزت على الروايات الكئيبة، بتحببك بالاكتئاب! بتزينه لأنه بوصلك لعمق الحالة العصية، بتحسسك هالشخصيات الروائية بشعورك كونها أحيانا بتمر بنفس الحالة ،لا اراديا بتبتسم لما تعيش بعالم روائي خيالي، وبخليك تتقمص الشخصية كإنك انت وهيك بتهرب من حالتك الكئيبة لعالم وحالة ثانية، بتضعك بمواجهة مع نفسك عن طريق شخصية ثانية، الموضوع مش معقد لكن الروايات الكئيبة هي الحل للخروج من اكتئابك، ممكن تحس بتفاهتك! وبعدها بتسلل هالاكتئاب للخارج لأنك مش بداخل دائرتك المغلقة، انت بدوامة مع العالم.

الروايات عموما بتترك بنفسك اشي وبتأثر فيك أكثر من الكتب المباشرة بالمعرفة الي فيها، يعني مثلا رواية "هكذا كانت الوحدة" رواية بتشعرك بالفراغ وبتشهيك ع سيجارة حشيش كونها البطلة بتقضيها تلف حشيش :D بمزح . طبعا كافكا وقصة المسخ او التحول لازم تكون حاضرة بأي عمل أدبي! الفكرة انه احيانا منشعر انه تم مسخنا من الي حولينا يمكن ! او لأنه احنا منشعر بأنفسنا مجرد حشرات يعني هالتحول ممكن يقلبنا عنجد. عملية التحول هاي بتخلق حياة جديدة إما للأفضل أو بتنهينا! البطلة عاشت مرة أخرى .
كانت البطلة بتشعر بالوحدة، وبعالمها الخاص والغريب عن الي حوليها، كإنها بتصرخ بوجه زوجها او اخوها لكن ما بسمعوها، ما في أي لغة تواصل أو تفاهم، بآخر الرواية عرفت انها تخلصت من الوحدة، لأنه كان فيه شخص مُكلف بمراقبتها وبكتابة تقارير عن تحركاتها تقارير ذاتية مثلا بوصف خصرها! أو طريقة مشيها، إنه هناك شخص بنظرلنا بهذا العمق وبهذه التفاصيل وبنظرة عطف وحب معناها انت شخص مش وحيد، الاهتمام البسيط بأمور تبدو بظاهرها تافهة هي الي بتخلينا نكمل حياتنا بابتسامة، بتشعرنا بوجودنا! عدا عن ذلك تخلصت من وهم إنه المال ممكن يجلب السعادة أو الراحة النفسية.

رضوى عاشور برواياتها دائما الشخصية النسائية المناضلة المُثقلة بالهموم والمسؤوليات، وبتكون الأم أو الأخت عادة، ما بتعيش على الهامش ،هي في قلب التحولات دائما، انتكاسات ورا انتكاسات ومع هيك دائما بتصورلنا ضوء صغير من الأمل، هاي المرأة بروايات رضوى بتمثلها، خاضت في الحياة بكل تقلباتها وظلت على مبادئها وعلى روحها الثورية، وعلى أملها بجيل بكبر، وعلى مساهمتها في تكوين جيل ثوري على الأقل. صدقا بشعر بالملل بأعمال رضوى، وهاي دوامة الواقع، احنا منعيش بملل، لأنه مشاهد الواقع مرت علينا وفاهمينها لكن ما منقدر نتخطى خطوة لقدام، وبضل أملنا بأرواح جديدة بتكبر بعيون وبعقل بسجل بتجارب وبخوض الحرب من جديد، صح الاشي ممل؟!
حسيت بشخصيات رضوى عاشور، لما بوصلوا لمرحلة المواجهة مع أنفسهم، مواجهة نفسك هي علاج لنفسك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق