الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

هذيان قلبي الدَّامي على جنة في سوريا


يا ترى هل وصلكم صراخ الثكالى ؟ هل رأيتم نزيف دموعها ؟ هل شاهدتم تلك العيون المكسورة المستغيثة ؟ هل وصلتكم اختناق عبراتها ؟

هل سمعتم انكسار شهقاتها ؟ هل تفحصتم  حرقة ادمعها على الجثث الباردة لأحبتها ؟ هل وصلتكم رائحة دمائهم ؟

 هل تروون تلك الاشلاء؟هي وطن ينزف وسينزف لآخر قطرة من دمه لتدفن اشلاءه بسلام


هل ترون جيدا الى تلك الانامل المقطعة؟ ألمسوها بعيونكم أحسوا ببرودتها تأملوها وتخيلوها لمساتها وجراحها نبضها بالجراح بالعزة والشموخ بالكفاح والكبرياء ،تلك الاصابع المحررة من قهر العبودية ،تلك رفعت الى السماء وصرخت بوجع الى رب السماء الموت ولا المذلة ،فاستجاب لها خالقها ان تموت بعزة وبرفعة تلك الروح ونقائها ،قطعت من أجل كرامة فداك روحي يا كرامة،


هل جرحتكم جراحها ،بكائها ،ضعفها؟ هي ليست ضعيفة هي تصرخ بالموت خذني إليك ولا تعدني لذلك الصمت القاتل ، يقتلها يخنقها صوتهم نظراتهم لمسرحيتها الحقيقية ،هي ليست اسطورة لمذبحة اسطورية ،هي صورة تنبض بعنفوان دقات رياح الفقدان .هي سوريا أعلنتها كفى بكم إزهاق روحي.

هم بشر لديهم عائلاتهم وقد يكون بعضهم معيل أسرته لديه أطفال ،يحتاجونه في يوم العيد ،أطفال يشتاقون لحضن ابيهم ودفئه.
قد يكون لديه طفل يحتاج الى نظرة الأفتخار بعيونه يوم النجاح،قد يكون لديه طفلة بحاجة لدمعتها وهو يسلمها لعالمها الآخر ،قد يكون لديه زوجة أراد أن يشيخ معها ،قد يكون لديه أم أراد أن يشرب فنجان قهوة معها على أنغام دعواتها،قد يكون لديه والد أراد أن يزوجه أو ينتظر تخرجه .هو أنسان له حق في حياته ولكم حق في المشاهدة على عار صمتكم.


افتحي بابك يا حياة فالكرامة تدق بابك ،توقظك أحلام النصر ،لا تخافي قطعوا أناملي لكنهم لا يستطيعون إيقاف طوفان الحرية والطهر ،القيد لن يقوى علينا يا حياة ،فلا يزال الأحرار يدقونك بحناجرهم ،افتحي ذراعيك وتنشقي هواء العزة والحرية تنشقي رائحة دمائنا فهي فواحة بزهر الياسمين واللوز هي معطرة في ظل عبيد نكسوا رؤوسهم.

كفكف الدموع وقولي لها لترحل فاليوم اخترنا طريقنا ونذهب لها بأشواكها ووعرتها نزحف لها وندمى وننجرح لكننا ما زلنا على تلك الطريق وسنصل لها قريبا  ،افرحي جاؤوك برؤوس شامخة وبروح ترفرف الى الجنان هم مبتسمون هم شهداء احياء عند ربهم.

تلك هي حمص وأحيائها
في بابا عمرو أرض ضاقت بأهلها وسماء تمطر عليهم بصبر وبأمل، برغم حرق قلوبهم ما زالوا ينتفضون على الظلم ،هم مستضعفين أقوياء هؤلاء هم أهل بابا عمرو ،أقوياء باستمرار انتفاضتهم بتقديم شهدائهم زينة لسوريا ،هم يسقون الأرض بدمائهم،هم الوطن والمستقبل .
لن تبيدهم بقذائفك ففي بابا عمرو يولد كل لحظة بطل وشهيد ،ينهشون بكرسيك ويأتون بكوابيسك فهم مستمرون بعون من الله بسلاحهم (الله اكبر) هذا ما يملكونه ورب السماء اقوى.

هناك تعليق واحد:

  1. هذه حمص في دموعها ودمائها كما كانت حماه في الأمس ، رب اجعل هذه آخر جراحنا فقد أثخنت أرواحنا.

    ردحذف