بعد السنين الطويلة على احتلال فلسطين نحن بحاجة لفهم معالمها ومن هي فلسطين في ظل هذا الخمول الذي نمر به كشباب ،فاصبحت فلسطين قضية مسلم بها كونها محتلة وكوننا تعودنا على خذلان الجامعة العربية وحكام العرب، لكن الحال يتغير فالربيع العربي لن يترك حاكم متخاذل طاغي على شعبه إلا ويسقطه والقصد هنا أن وضع فلسطين يجب أن يتغير ويتبدل.يعني ما يحدث في العالم العربي بداية وتمهيد لطريق ثوري الى فلسطين،نحن بحاجة للربيع العربي في التطهير الداخلي ،لن تتأقلم التغييرات الجديدة عند العرب مع حال فلسطين لأن قياداته متلاصقة مع الانظمة السابقة ويصيبها العجز يوما بعد يوم وتلتحق بالأنظمة التي ضمتها تحت ذراعها،ببساطة نبحث عن راية جديدة مطهرة ناصعة ترفرف بجانب اعلام الثورات العربية.
(زمن الخذلان والعار يمشي )
غير معقول بعد هذه السنين والشعب يقدم روحه ودمائه من أجل أن يرى أولاده وأحفاده فلسطين الحقيقية المحررة المزدهرة بأهلها الشرفاء وكل هذا لا يحدث فرقا في قضيتنا ،السكوت غير مقبول الآن صرخات الحرية تتداوى وصداها يصل إلينا لقلوبنا.أرجوكم أريد أن أقطف برتقال يافا ،أريد أن أقف على سور عكا وأنظر إلى وطني بدموع الفرح ،لا أريد أن يرى أولادي الذل الذي أراه ،بالأحرى لا اريدهم ان يروا الخذلان من ابناء قضيتهم ،لن ننتظر غزة اخرى أو مجزرة ونغني لها ونقيم المهرجانات وتذهب في طي النسيان ،هذا قمة الخذلان ،كفلسطينية أريد ان أرى تغييرا ملحوظا بقضيتي سعيا أو محاولة لتغيير الوضع،تغييره لا يتم بالذهاب الى الامم المتحدة وانا داخليا غير مستقر ،وضع فلسطين الداخلي غير مستقر ومستقل وما هذا إلا ضرب من الحماقة ! تبنى الاخطاء فوق الأخطاء ونسكت وننتظر فرس و سيف صلاح الدين ،لن ننتظر نحن مستيقظون نحن احفاد من حرر فلسطين سابقا ،لطالما نشروا بيننا قوة الصهيوني واستبداده ولطالما ظننت انه أصغر بكثير ،لم هو قوي وأنا ضعيفة؟ لأنه يراني ولا أراه يعني بالمعنى الأصح هو يراقبني ويجعل نفسه أقوى لأنه يعمل حسابه بوجودي ،أنا لا أرى إلا تاريخ الهزائم ،لا أرى إلا دبابته ، أريد ان أقلب هذه الصفحة ،دبابته اصغر من حجري.
باختصار نريد اوسلو من صنعنا من صنعة الشعب فقط! نحن نحدد الشروط ،مطالبنا تنفذ نحن الشعب المسحوق المظلوم وهذا الشعب اقوى من أي قوة،نحن لا نعيش في فلسطين من أجل ان نقدمها على طبق من ذهب او أن نقدم تنازلات ،نعيش نقاوم لمعاني بسيطة كرامة ابي وجدي،نحن تحت احتلال عدو أراه امامي،واحتلال مهيمن يأسرني يمنعني من الوصول ،لا يقدم لي سوى التراجع ،القهر ولا يجمعنا كعرب إلا القهر هكذا قال محمد الماغوط وصدق ،قهرنا يزول معاً.
فلسطين في السابق لم تحرر إلا بتحرر الشام ،كانت دائما اخر المعاقل في سبيل الحرية ،لذلك استعدوا طوفان الحرية آتٍ لا بد من ذلك !
لا نعرف حدود فلسطين وقضيتنا سوى في الكتب وعند التذمر منها وقت الامتحانات ،الورق لن ينصرنا ،أن نكتفي بالدعاء في كل صلاة لن يكفي الله لا ينصر القوم المتخاذلين، يجب السعي بما اوتينا والدعاء لتحرر فلسطين (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
يجب أن نوظف تلك المشاعر وتلك الهمم الآن في ظل تحرر الأنسان العربي من عبوديته في توجيه أهداف محددة لمسيرة نضالنا المستمر في قضيتنا
لا نريد اسم دولة ورقم لإسكاتنا وإلهائنا في هذا الوقت تحديدا ،هناك جيل يولد وعلينا شحذ هممه وتذكيره بمعنى القدس محتلة،اذن باختصار نحن في مرحلة التحرر الوطني ولن نقبل بدولة مختفية الملامح طموحنا لا يكتمل برقم 194 بل برقم شرعي وحق طبيعي برقم 193 فأنا فلسطينية لا اعترف إلا بدولة واحدة فلسطينية،لا نريد شهادة أممية لتعترف بوجودنا فنحن نثبت هويتنا بدمائنا وتضحيتنا نحن الشعب الأزلي الباقي .
مفهوم النمو الاقتصادي وتطور المؤسسات الاجتماعية التي لا أرى منها الا اسما ووظيفة مقنعة! لا نحتاج لها ،لا نريد المشاركة في تطور مجتمع لا تعود نتائجه على شعب طحن لسنين ، لسنا بحاجة لهذه التنمية الشعب لا يريدها ،الشعب يريد الديمقراطية والحرية والكرامة كمطلب اساسي لا يمكن تحقيق نموه ومشاركته في التنمية دون تحقيق حقه الطبيعي في الحياة في أرضه وبيته وزيتونه ،لا نريد الالتفاف والعلو على اكتاف من ضحوا من أجل الارض .
أريد أن اكون كائن بمرتبة انسان احترم لا اذل ،أريد أن يعرف العالم أجمع بأن لي وطن وأرض تضمني ،أريد أن أمر بدون نقاط تفتيش ،اشتاق لأن أعبر بحريتي دون انتظار قاتل كذليلة لأن وطني ليس حقي وليس لي ،لا أريد ان يأمرني انسان لا يرقى بمرتبة الحيوان ويتحكم بدخولي وخروجي من وطني،واخيرا أريد أن أجد ملاذا آمنا في وطني وليس قائمة يعلوها الفاسد فاحلامنا تكبر لنرمي البطولات الورقية إلى مزبلة التاريخ.
اصبحنا اثنين في واحد نسرح ونمرح بالعار صرنا موضع خزي وسخرية ،لكن هناك شعب بائس رسمت ملامحه بحلم وطن حر ،نريد إعادة رسم تلك الملامح .
واخيرا هناك كيان فتحاوي فرض بنضال زائف،وكيان حمساوي يعبث بالكلام ،وانا اريد وطني فلسطين يضمنا جميعا تحت سقف القدس،ويحررنا من الغاصب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق