الاثنين، 31 أكتوبر 2011

انا والثورة السورية




سنة 2011 اختصرت سنين قادمة تاريخا بحاله ،فمضى على خنوعنا سنين طويلة ونتحرر الان بسنة واحدة.
كان لاهتمامي بمصر كبير لأنها ذات ثقل عربي وقريبة من فلسطين بجميع النواحي تطهيرها من نظام ذليل قد يطهرنا ويحررنا تلك كانت فكرتي عن مصر ،وايضا الامل كبير كان هناك بدايات لثورة ولن اخوض هنا في الحديث عن الثورة المصرية ،لكنها كانت بداية مؤثرة على شخصيتي.

لا اعرف الكثير عن سوريا كنت اسمع القليل من ابي واخي عن نظام بعثي مجرم له تاريخه ومعاداته مع الفلسطينيين ،ولم يكن ذلك جل اهتمامي لأنه برأي اخي سياستها صعبة ان تفهميها الآن خاصة في وقت مواقفها الكاذبة عن الممانعة والمقاومة فكانت مقدسة هي وحزب اللات بالنسبة للفلسطينيين فلم يكن احد مقتنع او مستعد للفهم ما بين السطور وما تخفيه السياسات ،لدي اقتناع بأن السياسات لا تكون واضحة اطلاقا فالموقف الواضح للشعوب يكون وراءه سرا عكسه وهذا ما نثبته بعصر الربيع العربي.
بدأ قطار الربيع العربي يمرمن تونس لمصر كان هناك امل ان يشتعل في سوريا لكنه ضعيف للغاية هذا ما فهمته من والدي بأن عائلة الاسد تحكم بقبضة حديدية حتى انها لا تسمح للمواطن برفع رأسه فيستبعد ثورتها ،الامر ان والدي من جيل السبعينات والثمانينات جيل المؤامرات والقوميات والايمان بوحدة عربية ميتة لا داعي للتغيير وانوه ان رأيه تغير في الثورات واصبح ثائرا في العشرينيات من العمر!
لا يعلم ابي ان هناك جيلا شابا ثائرا على الذل والقهر والظلم في سوريا بعضه لم يوعى لمجزرة حماة لكن سمعه يكفي واقعه علمه الصبر والثبات والثورة !وكل يوم يفاجئني بقوته واصراره وعزيمته على التحرر وهو يعلم بأن خروجه في مظاهرة قد لا يرجعه الى بيته سالما ومع هذا يحمل كفنه ويخرج لم أرى مثل هذه الشجاعة واجزم انني لم اتوقعها من عربي كم كنت جاهلة بعظمة الشعب العربي بعامته انا الآن في قمة فخري بهم لم نخترع الاجهزة التقنية او كنا رائدين في الصناعة او لدينا ابتكارات لكننا نسجل تاريخا مشرفا اعظم من ثورة تكنولوجية لأنه تحرير لنفوسنا وعقولنا لأننا لدينا قدرة على شراء الحرية بأرواحنا ،كبر ايماننا بنصر الله وحده لذلك انا عربية ثائرة بكل فخر لن استحي بعد الآن ، فعرفت ان الخجل هم حكامنا العرب لطالما طمسوا فكرنا وعقولنا ابداعاتنا  فهي محرمة في شريعتهم يجب على الشعب ان يبقى جاهلا ومن يفكر فهو مسجون معذب يشقى في وطنه،انا افكر انا في زنزانة عربية،تلك المقولة كانت تعبر عن شعب ما زالت الفصاحة والمجد يجري في عروقه.
الثورة اثرت في شخصيتي وجعلتني اكبر عمرا مضاعفا ،تعلمت من الثورة ان هناك في الحياة يستحق العيش لأجله وهو صوتي حريتي ،ارتقى تفكيري واصبح لدي هدف،جعلتني احب واقعي على رغم مأساته لكنني احبه لأنني اعلم انني قادرة على تغييره على التعبير .
صحيح انني اصبحت منعزلة اكثر عن صديقاتي وجو الاستهتار نوعا ما لكن هذا يفيدني بتأملي بالحياة في القدر وبنصر الله لعباده وإلهامهم الصبر والعزيمة ،برؤية عجائب قدرته بالطغاة والظلام ،رأيت الخذلان والنصر ،توجعت على العراق ،لكني افتخرت بتونس ومصر وليبيا وقريبا سوريا واليمن،تذكرت ألمنا على العراق وعلى غزة والخذلان الذي رافقنا لم نلقى مواسي غير دموعنا ولم نستطع الانتقام ،والآن نحن ماضون في طريق الأنتقام ،حسني مبارك يبكي خوفا على نهايته من بعد القذافي ،لا أحب ان اشمت ولكنه ياما أبكى امهات شباب غزة وامهات الشباب المصر الطموح،اتخيل المظلومين في السجون بسبب مبارك وتغمرني فرحة بسماع صوت احمد الشاطر بصراخه(عمر الظلم ما قوم دولة) في محاكمة مبارك.
رأيت كم نحن صغارا امام اهل سوريا وصمودهم ،اتمنى ان يعطونا دروسا لأن بتخلصهم من احتلال الاسد سنتخلص من احتلال اليهود ويجب ان نتعلم المقاومة السلمية وغناء القاشوش .
الثورة السورية اعطتني امثلة رائعة عن الحياة هي درس اتعلم منه كل يوم ،وسأبقى تلميذة لها حتى النصر.
الثورة السورية ليست ثورة شعب فحسب بل ثورة انسان.
باب الحارة لم يكن تخدير للشعوب العربية وتمثيل فقط كان سببا في اسقاط ممثلين ركبوا ظهورنا في بطولاتهم الزائفة وصور لنا حياة رائعة بالثورة على الظلم والقوة فكان مسلسل حقيقي نشهد حلقاته الى الآن ونعمل على الحلقة الاخيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق