الأحد، 9 سبتمبر 2012

المسيرة الفلسطينية نحو ربيعهم

حلم الشعب الفلسطيني بدولة كاملة يعيش فيها حرًا وعزيزًا ،تحايلوا عليه وأرهقوه حتى وصل لاتفاقية اوسلو ،لم يحرروه ولم يعطوه دولة بل اعطوه سجن كبير وسجان في الداخل وسجانه الاكبر في الخارج ،عاش في وهم حتى أثقلته تلك الاتفاقيات المجحفة بحقه  ليصل إلى اليوم ويخرج إلى الشارع دون تفريق في التوجهات السياسية للشعب او اختلافاتهم توحدت كلمتهم ضد سجانهم الداخلي الذي ما زال يعصرهم حتى ينكس رؤوسهم وهيهات الصامد ان يصمت ،وصاح الشعب ويلكم من جوعي وغضبي.

في وطننا العربي كل شيء يرتفع ويغلى إلا المواطن يرخص وللأسف القيادة السياسية تزيد من مهانة الفرد ..اليوم بعد الاحتجاجات السلمية الفلسطينية على الأوضاع الاقتصادية يخرج فياض ليعبر عن استياءه من بعض الشعارات التي وجهها له الفلسطينيون، لكن الغريب أنه لا توجد قيادة تشعر باستياء الشعب ،أو تحسين وضعه ،فمتى سيخرجون من قصورهم وينظروا لحال الشباب الجامعي العاطل عن العمل وإلى الفقراء .

غليان الشارع الفلسطيني على غلاء الأسعار وارتفاع قيمة الضريبة التي تكاد تهلك الفلسطيني مع صعوبة الحياة في بلد محتل ومحاصر من وحوش المستوطنين ،وازدياد هجماتهم على الفلسطينيين ،ومصادرة أراضيهم .وصمت السلطة عن ذلك ، ولم تكتفي بصمتها فقط بل زادت من احتقان الشارع الفلسطيني بإرتفاع الأسعار، وتأجيل صرف الرواتب لتصل إلى نصف الشهر، ومع العلم أن الوضع الاقتصادي للفلسطينيين يعتمد على راتب الموظف الذي لا يرتفع مع غلاء المعيشة .

ارتفاع الأسعار عن قبل كان واضح جدًا ومؤثر على حياة الفلسطيني، مثلا: كرتونة البيض كانت ب 2 دولار اصبحت ب 5دولار ،واسطوانة الغاز كانت 8 دولار ،اصبحت ب14 دولار، وارتفاع سعر لتر البنزين بشكل ملحوظ ،وهكذا بدأت التظاهرات تخرج للاحتجاج على الوضع الاقتصادي السيء ،وارتفاع الضريبة مع أنه حسب ميثاق الأمم المتحدة البلد المحتل معفي من الضرائب!!

فبدأت من بيت لحم إلى الخليل إلى رام الله، لتشمل عدة مدن فلسطينية اتخذت أشكال للاحتجاج من مسيرات ومن اعتصامات واضرابات للتكاسي ،أو إغلاق الشوارع لإنذار السلطة الفلسطينية بطوفان ثورة الجياع ،وهكذا الشعب الفلسطيني اتخذ له كلمة وارتفع صوته مع الربيع العربي، ويعلو صوته على قياداته الهزيلة دون خوف .

 الوضع الفلسطيني لا يقتصر على غلاء المعيشة بل على كرامة الفرد الفلسطيني واحترام حقوقه ومتطلباته بقيادة قوية تعيد له لقمته وكرامته وصموده امام المحتل.المشكلة ليست بغلاء الأسعار وبجوع الشعب بل بمن يجوعنا ويخرج يستهزىء بوجع وجوع الشعب .

شعارات الشعب:

ورفعوا في التظاهرات السلمية عدة شعارات لاذعة تعبر عن مطالب الشعب ومنها : لا مع الفقراء واقفين ولا مع الاسرى واقفين فهمونا ليش بعدكم قاعدين ، الشعب يطالب بإقالة الحكومة ،الأسعار زي النار وحال الناس بإنهيار.
وعدة شباب فلسطينيين يروون أن الحل الجذري يبدأ بإلغاء اتفاقية باريس ،ودعم القطاع الزراعي ،وإلغاء جزء من الخصخصة التي يحتكرها القطاع الخاص من معاليهم ،وأن تكون المصانع والشركات تابعة للسلطة ،وتطوير وتعزيز المنتج الوطني ،وأن يكفوا عن تمويل الأجهزة الأمنية فوق حاجتها، وعدة حلول اخرى يراها الشباب ، ومنهم من يرى أن الحل في سياسة التقشف على رحلات المسؤولين ومواكب أبناء الوزراء وضيافاتهم واقاماتهم في الخارج ،وشاب يقول أرجو من سلام فياض أن يقتطع من راتبه ليضيفه إلى راتبي لأنه لا يكفيني ،وشاب يتسائل لم المسؤولين والرتب العسكرية يأخذون رواتبهم كاملة والموظف يأخذ راتبه بالتقسيط؟! وشاب آخر يرى أن يحارب الفساد والسرقة فيحقق الموازنة،ومنهم يرى أن يقدم فياض استقالته لأنه خرج من خمس سنوات عمل بمديونية تصل إلى اربع مليارات ؟!..موظف راتبه 400دولار يتسائل لم هناك اشخاص تُصرف رواتبهم وهم لا يشغلون أي وظيفة فالحل يكمن في القضاء على الفساد والمحسوبية، وأن يخفف المسؤولين من مواكبهم هم وزوجاتهم وابنائهم،ومنهم يقول كيف لنا أن نواجه غلاء الأسعار وصرف الراتب يتأجل ؟! وآخر يتسائل:أين اموال منظمة التحرير الفلسطينية التي هي بالأساس للشعب ؟! واخيرًا مثلما قال شباب القضية ليست قضية اموال بل قضية من ينهب الأموال؟!وشابة عاطلة عن العمل تقول قام سلام فياض للحد من الهجرة بمنع بعض الدول  استقبال الشباب الفلسطيني لكن لم يوجد البديل لهم في وطنهم؟! وهناك شباب يرى أن سقوط فياض يعني سقوط عباس لأن الشعب لا يحتاج وصاية ممن يسلبهم كرامتهم ويضيع لقمة عيشهم .وهناك شباب يرى عكس ذلك فالمشكلة تكمن في قلة المساعدات وفي قلة الموارد وأن المشكلة ليس بفياض وأنه الرجل الاقتصادي السياسي المنشود ويدعون له بالتوفيق والقوة وما يجري في الشارع هو مجرد مؤامرة !!!
.هذه التساؤلات من الشباب الغاضب في الشوارع الفلسطينية
ولا يقابل هذا الغليان إصلاحات عاجلة نلمسها ،بل يخرج علينا فياض ليقول من المستحيل إلغاء اتفاقية باريس التي لا يلتزم بها المحتل بقدر التزام السلطة بها ،الاتفاقية التي تجعل الاقتصاد الفلسطيني تابعًا لإسرائيل وهذا يمنع استقلالنا الاقتصادي ،اسرائيل ترتفع الأسعار والضريبة لكن الحد الأدنى للاجور يرتفع أيضًا ،وهذا ما نفتقده مع الغلاء يبقى الحد الأدنى للأجور كما هو ،وراتب الموظف يبقى على حاله.

فماذا سيكون رد فعل السلطة الفلسطينية، هل تحتوي هذا الغليان أم تشعله لهلاكها، أو تهدف إلى ترسيخ فكرة السلطة والدولة ،وأن مشاكلها تقتصر على أوضاع معيشية صعبة وغلاء المعيشة ،ونسيان أنه هناك تهويد للقدس، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وتتوالى الغارات والقصف على غزة ،وحصارها الخانق، ونسيان وبأن هناك انفصال بين غزة والضفة ،والشعب بحاجة لوحدة وطنية ،وأخيرًا نسيان أن هناك احتلال والسلطة الوطنية التي تحكم البلد المحتل تحمي أمن الاحتلال ومستوطنيه؟!
وهنا يطمح الشباب الفلسطيني إلى رفع سقف مطالبه ،و أن تقوده قيادة حرة ونزيهة ومخلصة للوطن وتحريره ،وتنقل الشارع الفلسطيني إلى ثورته وبندقيته وتوجهه نحو الأقصى ،وقيادة تًلغي الاتفاقيات مع المحتل  أو تسلم نفسها إلى ما قبل اتفاقية اوسلو لتعود فلسطين الثورة .فالسلطة التي لا توفر كرامة اللقمة والعيش الكريم لشعبها لا ننتظر منها مقاومة وكفاح مسلح ،واسترجاع أرض اغتصبت بالقوة ،وهكذا نأمل بأن يبدأ الربيع الفلسطيني وينتهي بتحرير البيت الداخلي له وإسقاط من تسلق سلم الوطنية واستنزف قوة وقوت الشعب لينهض إلى مقاومة عدوه وهنا تكمن حريتنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق