http://aljazeeratalk.net/node/9165
منذ سنين ونحن نتداول قضية فلسطين، وهي إذ تهدأ مرة، تتفجر مرة أخرى، وما زالت تشكل محور الاهتمام، لأنها قضية شعب سُلبت أرضه، وقضية أرضٍ هُجٍّر شعبها، احتلال متغطرس يملك السلاح والدعم، أقلية تحتل وتهيمن وتسرق، وأكثرية مضطهدة تحاول أن تعيش.
ظننا أننا وحدنا في هذا الاحتلال، ومع صرخات جديدة دوت من أرض الشام بدأت في درعا، صرنا ندرك أن هناك في سورية احتلال أشرس، يحمي حمى كيان يحتل جزءًا من شامنا، يعطيه الحرية لإجرامه، وما هو إلا النظام السوري.
لا فرق بين سوري وفلسطيني فكلاهما يعاني من احتلال، الأول يريد أن يعيش حرًا بوطنه، الآخر يريد أن يحرر أرضه المغتصبة، كلاهما مظلومان مستهدفان، يصورهم جلاديهم على أنهم معتدين مغتصبين إرهابيين، تلك القوة والمؤامرة الجاثمة على صدر الفلسطيني والسوري تبين لنا مدى التشابه والتوأمة بينهما.
يحدثنا التاريخ عن ضياع فلسطين، عن تواطؤ العرب وتفريطهم بها وإهمالهم لها في ظل انتصارات الثورات الفلسطينية منذ عام 1936 وحتى عام 1939، التي انتشرت بجميع مناطق فلسطين ضد العصابات اليهودية والجيش البريطاني وسموها بحرب العصابات.
ضحى الفلاح الفلسطيني بكل ما لديه ليشتري قطعة سلاح يعيد بها رزقه الذي سُرق، تلك العصابات مارست عليه لعبة خبيثة وبمشاركة عربية استغلت جهل الفلاح لتأخذ أرضه وبيته وحقه، وعندما انتفض الفلاح سموه صاحب عصابة.
كان الثوار يحققون انتصارات مع قلة الذخائر، ويحاولون استغلال جبن اليهود ليبعدوهم، وفي تلك الفترة أرسل الأمراء العرب بياناً للثوار يأمرهم بوقف القتال وإعلان الهدنة، استجاب الثوار للعروبة المزروعة بهم وإيماناً منهم أنهم ليسوا بالمعركة وحدهم، توقف قتال الثوار واستمر عنف الانكليز، وظلت مشانقهم تحصد أرواح الثوار مع استمرار الهجرات اليهودية إلى فلسطين.
كل هذا يذكرني بوضع سورية الآن، التاريخ يعيد نفسه بصورة مطابقة!! كم هدنة واتفاقية أعطيت للنظام السوري وكم مرة هدرها بقتل المئات من شعبه، في فلسطين انتهجوا السلمية بإعلان اضراب جن جنون العدو بفاعليته، وهذا ما رأيناه في سورية، فبمجرد اعلان اضراب يبطش النظام وتطلق يده، وهنا نرى التشابه الواضح بأن التخاذل والاستكانة والاستجابة لأوامر خارجية -مع اختلاف بعض الوجوه- إلا أنه ما زال قائمًا مشاهدين لإراقة الدماء.
السوري والفلسطيني متفقان أنه لا رجوع عن حقهم، ومستمران حتى آخر قطرة من دمائهم، متفقان على أن ثوراتهم الشعبية خرجت من خضم معاناتهم، ولا أمل في معارضة مصطنعة، الجميع يلعب في حقوقهم لهدف السلطة والهيبة!.. وهذا سببٌ كافٍ يوضح ضعف المقاومة وتأخرها مقارنة مع المحتل الذي يقصف ويدمر دون وجود يد تردعه، سوى تلك الخطابات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن. وما هي إلا تبشير للمحتل أننا لا نجيد سوى التهديدات دون الأفعال ليمتد بالقتل والدمار.
اليهود في فلسطين تلقوا هذا الدعم الخطابي، الخطابات التي لم نقتطف ثمارها بعد وما نعلمه أن الخطابات تعطيه دافعًا لاستمرارية عنفه، وتلقوا الدعم اللوجستي ومؤامرة تمدهم بإمدادات بناء وطنهم القومي المزعوم على أرض ليست لهم، وهكذا النظام السوري، يمدونه بالصمت ودعم إيران وروسيا وحزب الله كأن سورية لهم، ويتحكمون بها والعروبة مفقودة!.
اذاً، المحتلون مدعومون، ولديهم الدعم العسكري والمادي الكافي للقضاء على الشعب الأعزل ولا يواجههم سوى دعاء وتكبير المستضعفين.
مارست عصابات الصهاينة القتل والتشريد وتخبرنا دير ياسين عن إجرام العدو ووحشيته، وعن عدم تمتع المغتصب بأية ذرة إنسانية، فهم لم يتركوا كبيراً أو صغيراً أو امرأة إلا وانتهكت حقوقهم، خرق الصهاينة كل اتفاقيات حقوق الانسان، وتعالى الشجب والاستنكار، دون قيام العالم بأي فعل يمنع هذه المجازر، وما كانت دير ياسين إلا البداية، وإنذاراً للهجرةِ وتثبيتِ أقدام المحتل على الأرض.. هكذا كان حي بابا عمرو في مدينة حمص عاصمة الثورة السورية، أراد النظام السوري أن يجعلها عبرة لباقي المدن والأحياء، إنذارًا وتعريفًا بمجرم لا يعرف دين أو قيم أو انسانية .
وتقرر تقسيم فلسطين من قبل الجمعية العامة في الأمم المتحدة بناء على توصيات اللجان التي عينتها بريطانيا، وما أشبه اليوم بالبارحة! سيارات الـ UN كانت تنقل المُهجَّرين (وليس المهاجرين) الفلسطينيين وهم مطردون من منازلهم مهددون بالأسلحة، وقفوا على قارعة الطريق، جاء مراقبو الهدنة ليشهدوا استيطان العصابات اليهودية لكنهم كانوا عُميان لا يروون ولا يسمعون! وكان هذا تشجيعاً للكيان الصهيوني بإبادة كل قرية أو مدينة فلسطينية.
كان شعار المراقبين: "اقتلوا دمروا نحن لا نرى" وعندما كانوا يفتحون أعينهم يكون الأمر قد انتهى، واليوم تأتينا الأخبار أن هناك في سورية مراقبون وأن الشعب يحتاج للبحث عنهم !!
أخاف على سورية أن ينتهي تاريخها مثل فلسطين، نهاية مفتوحة لا نجد بابًا لإغلاقه، فالعصابة المحتلة واحدة والشعب واحد، نازحون ومشردون، خطابات ومجرد كلام، تغافل وتهديدات بإرسال قوات عربية.
وأذكر أن التاريخ قال إن في فلسطين قاتلت قوات عربية لكنها عجزت أكثر مما قاتلت، وعجبي أن التاريخ يعيد نفسه إنه اختبار واحد، الفرق الوحيد أن الفلسطينيين ينتظرون طوفان شعب سورية بأن يغمرهم، ينتظرون الفرج من هناك من انتصارهم، فهل سيستمرون بالقتال (أو النضال) وحدهم؟
منذ سنين ونحن نتداول قضية فلسطين، وهي إذ تهدأ مرة، تتفجر مرة أخرى، وما زالت تشكل محور الاهتمام، لأنها قضية شعب سُلبت أرضه، وقضية أرضٍ هُجٍّر شعبها، احتلال متغطرس يملك السلاح والدعم، أقلية تحتل وتهيمن وتسرق، وأكثرية مضطهدة تحاول أن تعيش.
ظننا أننا وحدنا في هذا الاحتلال، ومع صرخات جديدة دوت من أرض الشام بدأت في درعا، صرنا ندرك أن هناك في سورية احتلال أشرس، يحمي حمى كيان يحتل جزءًا من شامنا، يعطيه الحرية لإجرامه، وما هو إلا النظام السوري.
لا فرق بين سوري وفلسطيني فكلاهما يعاني من احتلال، الأول يريد أن يعيش حرًا بوطنه، الآخر يريد أن يحرر أرضه المغتصبة، كلاهما مظلومان مستهدفان، يصورهم جلاديهم على أنهم معتدين مغتصبين إرهابيين، تلك القوة والمؤامرة الجاثمة على صدر الفلسطيني والسوري تبين لنا مدى التشابه والتوأمة بينهما.
يحدثنا التاريخ عن ضياع فلسطين، عن تواطؤ العرب وتفريطهم بها وإهمالهم لها في ظل انتصارات الثورات الفلسطينية منذ عام 1936 وحتى عام 1939، التي انتشرت بجميع مناطق فلسطين ضد العصابات اليهودية والجيش البريطاني وسموها بحرب العصابات.
ضحى الفلاح الفلسطيني بكل ما لديه ليشتري قطعة سلاح يعيد بها رزقه الذي سُرق، تلك العصابات مارست عليه لعبة خبيثة وبمشاركة عربية استغلت جهل الفلاح لتأخذ أرضه وبيته وحقه، وعندما انتفض الفلاح سموه صاحب عصابة.
كان الثوار يحققون انتصارات مع قلة الذخائر، ويحاولون استغلال جبن اليهود ليبعدوهم، وفي تلك الفترة أرسل الأمراء العرب بياناً للثوار يأمرهم بوقف القتال وإعلان الهدنة، استجاب الثوار للعروبة المزروعة بهم وإيماناً منهم أنهم ليسوا بالمعركة وحدهم، توقف قتال الثوار واستمر عنف الانكليز، وظلت مشانقهم تحصد أرواح الثوار مع استمرار الهجرات اليهودية إلى فلسطين.
كل هذا يذكرني بوضع سورية الآن، التاريخ يعيد نفسه بصورة مطابقة!! كم هدنة واتفاقية أعطيت للنظام السوري وكم مرة هدرها بقتل المئات من شعبه، في فلسطين انتهجوا السلمية بإعلان اضراب جن جنون العدو بفاعليته، وهذا ما رأيناه في سورية، فبمجرد اعلان اضراب يبطش النظام وتطلق يده، وهنا نرى التشابه الواضح بأن التخاذل والاستكانة والاستجابة لأوامر خارجية -مع اختلاف بعض الوجوه- إلا أنه ما زال قائمًا مشاهدين لإراقة الدماء.
السوري والفلسطيني متفقان أنه لا رجوع عن حقهم، ومستمران حتى آخر قطرة من دمائهم، متفقان على أن ثوراتهم الشعبية خرجت من خضم معاناتهم، ولا أمل في معارضة مصطنعة، الجميع يلعب في حقوقهم لهدف السلطة والهيبة!.. وهذا سببٌ كافٍ يوضح ضعف المقاومة وتأخرها مقارنة مع المحتل الذي يقصف ويدمر دون وجود يد تردعه، سوى تلك الخطابات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن. وما هي إلا تبشير للمحتل أننا لا نجيد سوى التهديدات دون الأفعال ليمتد بالقتل والدمار.
اليهود في فلسطين تلقوا هذا الدعم الخطابي، الخطابات التي لم نقتطف ثمارها بعد وما نعلمه أن الخطابات تعطيه دافعًا لاستمرارية عنفه، وتلقوا الدعم اللوجستي ومؤامرة تمدهم بإمدادات بناء وطنهم القومي المزعوم على أرض ليست لهم، وهكذا النظام السوري، يمدونه بالصمت ودعم إيران وروسيا وحزب الله كأن سورية لهم، ويتحكمون بها والعروبة مفقودة!.
اذاً، المحتلون مدعومون، ولديهم الدعم العسكري والمادي الكافي للقضاء على الشعب الأعزل ولا يواجههم سوى دعاء وتكبير المستضعفين.
مارست عصابات الصهاينة القتل والتشريد وتخبرنا دير ياسين عن إجرام العدو ووحشيته، وعن عدم تمتع المغتصب بأية ذرة إنسانية، فهم لم يتركوا كبيراً أو صغيراً أو امرأة إلا وانتهكت حقوقهم، خرق الصهاينة كل اتفاقيات حقوق الانسان، وتعالى الشجب والاستنكار، دون قيام العالم بأي فعل يمنع هذه المجازر، وما كانت دير ياسين إلا البداية، وإنذاراً للهجرةِ وتثبيتِ أقدام المحتل على الأرض.. هكذا كان حي بابا عمرو في مدينة حمص عاصمة الثورة السورية، أراد النظام السوري أن يجعلها عبرة لباقي المدن والأحياء، إنذارًا وتعريفًا بمجرم لا يعرف دين أو قيم أو انسانية .
وتقرر تقسيم فلسطين من قبل الجمعية العامة في الأمم المتحدة بناء على توصيات اللجان التي عينتها بريطانيا، وما أشبه اليوم بالبارحة! سيارات الـ UN كانت تنقل المُهجَّرين (وليس المهاجرين) الفلسطينيين وهم مطردون من منازلهم مهددون بالأسلحة، وقفوا على قارعة الطريق، جاء مراقبو الهدنة ليشهدوا استيطان العصابات اليهودية لكنهم كانوا عُميان لا يروون ولا يسمعون! وكان هذا تشجيعاً للكيان الصهيوني بإبادة كل قرية أو مدينة فلسطينية.
كان شعار المراقبين: "اقتلوا دمروا نحن لا نرى" وعندما كانوا يفتحون أعينهم يكون الأمر قد انتهى، واليوم تأتينا الأخبار أن هناك في سورية مراقبون وأن الشعب يحتاج للبحث عنهم !!
أخاف على سورية أن ينتهي تاريخها مثل فلسطين، نهاية مفتوحة لا نجد بابًا لإغلاقه، فالعصابة المحتلة واحدة والشعب واحد، نازحون ومشردون، خطابات ومجرد كلام، تغافل وتهديدات بإرسال قوات عربية.
وأذكر أن التاريخ قال إن في فلسطين قاتلت قوات عربية لكنها عجزت أكثر مما قاتلت، وعجبي أن التاريخ يعيد نفسه إنه اختبار واحد، الفرق الوحيد أن الفلسطينيين ينتظرون طوفان شعب سورية بأن يغمرهم، ينتظرون الفرج من هناك من انتصارهم، فهل سيستمرون بالقتال (أو النضال) وحدهم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق